كلمة السيد أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب في مؤتمر الدعم والمدافعة عن حقوق الأرامل في العراق

كلمة السيد أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب في مؤتمر الدعم والمدافعة عن حقوق الأرامل في العراق

2014-02-23

بسم الله الرحمن الرحيم

(( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ))
صدق الله العظيم
أيتها السيدات الفاضلات
أيها السادة الأفاضل

بسم الله الحق الأعظم، وبسم شعي العراق الصابر المحتسب، أحييكم نيابة عن نواب الشعب وأصالة عن نفسي ، في مستهل أعمال مؤتمركم المبارك بإذنه تعالى، سائلا إياه جلت قدرته وتبارك في علاه أن يمن عليكم بالسداد والنجاح والتوفيق.

ان دقة وخطورة الموضوع الأساسي لمؤتمركم هذا حيث عنايته بأوضاع أخواتنا الأرامل الصابرات الأبيات العراقيات تضع الدولة العراقية برمتها، حكومة وبرلمانا، قضاء ومجتمعا مدنيا، مؤسسات دينية واجتماعية، أسرا وعشائر، أفرادا ومجموعات، أمام مسؤولية تاريخية كبرى تقتضي أول ما تقتضي إعطاء المرأة يشكل عام والمرأة الأرملة بشكل خاص استحقاقها الطبيعي في الحياة كي تمارس دورها البنائي والنهضوي بشكل مقتدر، ذلك الدور الذي حدد الإسلام الحنيف أهدافه على نحو سام وحضاري.
لقد خص ربنا تعالى امتنا بان تكون الأمة التي تحفظ للمرأة قدرها الحياتي الكريم ومرتبتها الاجتماعية المحترمة ومنزلتها الإنسانية المبجلة في وقت كانت أمم الأرض تسومها كل انواع الخسف والهوان والذل والاحتقار.
وازاء هذه الحقيقة الباهرة، وكوننا الامة التي شكلت الملاك الأول للاسلام ، فان ممارستنا لايه مسؤولية ومن اي موقع كان ، تبتعد قليلا او كثيرا عن جوهر حرية المرأة في الاسلام تجعلنا امام بنية الانحراف او الرده عن الاسلام ببؤرته المحمدية الشريفة، الامر الذي يدعونا الى انزال المرأة منزلتها التي تستحق وإكرامها العناية بيها وتمكينها من أمرها وتيسير عسرها فان الجنة تجري تحت إقدام الأمهات.

ايتها الأخوات الكريمات
ايها الاخوة الاكرام
أن من اقسي المحن التي يمر بيها شعبنا هي محنة الأرامل، فأنها محنة كارثية حقا، ولا يتحدد معيار كارثيتها في الحيز المحيط بالمرأة الأرملة فقط بل يتعداه إلى البنية الكلية للمجتمع العراقي، فان لبؤس حياتها، وقسوة ظروفها انعكاسات شريطية على المجتمع برمته، تأثيرا وتأثيرا، فعندما تكون نسبة الأرامل بين نساء العراق تقترب من العشرة بالمائة، وعندها تعيش هذه النسبة الهائلة في ظروف اقتصادية صعبة وأعراف اجتماعية ضنكه، وغياب حكومي وشعبي عن ممارسة دور الحماية التامة لهذه النسبة من النساء، في وقت تتنامى فيه الطفيليات الأخلاقية الرديئة للنيل منهن دونما رادع او حسيب، علينا ان ندرك أن نمو الكارثة مستمر وان اخطارها الجمة ستنال من لحمة مجتمعنا.
واننا، ومن هذا المكان ، ولاجل تدارك الإخطار العميقة الاثر التي ترشحت وستترشح عن الاوضاع الماساوية للارامل العراقيات ، أتوجه بالدعوة الى شعبنا وعلماء الدين الافاضل ، ان تنزل هذه الشريحة منزلة كريمة محترمة ، وتحيطها بالحماية التي تستحق ، وتقيها شرور العوز والفاقة والحرمان.
وادعوا الحكومة الى مغادرة وضع النظرة السالبة على اوضاع الأرامل، والشروع بتشغيل الارامل، وفتح الورش لتطوير المهارات النسوية وتمكين الارامل من اقامة مشاغل خاصة بهن من خلال منح القروض الميسرة لهن، ويوفر لهن اسباب الاستقرار والسعادة والديمومة، وتشربع قانون يحدد للأرامل العراقيات غير القادرات على العمل معاشات ورواتب تقيهن غول الفقر ، وإعادة النظر في مقادير المنح والمساعدات التي تمنح لهن فانها ادنى بكثير وكثير من استحقاقهن في ظل الظروف الاقتصادية الحالية .
وانني في الوقت الذي ادعو فيه زملائي نواب الشعب الى ان يعجلوا في تشريع القوانين ذات الصلة بالارامل ، اعد جميع اخواتنا الصابرات بان مجلس النواب سينجز قريبا بعون من الله تعالى تشريع قوانين سترفع الكثير من الاثقال عن كاهل المرأة الارملة ومنها : قانون الضمان الاجتماعي، وقانون دعم المشاريع الصغيرة المدرة للدخل.

ايتها الاخوات الفاضلات
ايها الاخوة الافاضل
ليس من ديننا ولا من قيمنا ولا من وطننا ولا من شعبنا من يتربع على عرش المسؤولية وعلى الرصيف أرملة تستجدي الرغيف، وليس منا ، مسؤولا أم مواطنا، من تقر عينه ، وجارته الأرملة جائعة وأيتامها جياع ، ليس منا من يستقبل اولاده صباحاتهم بالابتسامات بينما يستقبل اليتامى صباحاتهم بالدموع وامهاتهم بالنواح ، ليس منا من يحاول النيل من الارملة واستغلال ظروفها لاغراضه الشريرة ، وليس منا من لا يردع العابثين بحياة اخواتنا الصابرات المحتسبات عن عبثهم.

(( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين ))
صدق الله العظيم


WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com