مجلس النواب يعقد مؤتمر تحرير الانبار بحضور الرئيس الجبوري
برعاية وحضور الدكتور سليم الجبوري رئيس مجلس النواب عقد المجلس اليوم الاربعاء 19/8/2015 (مؤتمر تحرير الانبار) لدعم الجهود الرامية لطرد تنظيم داعش الارهابي من المحافظة وتحقيق المصالحة المجتمعية وسبل المشاركة في اعادة اعمار الانبار بعد التحرير.
وفي مستهل المؤتمر الذي عقد بفندق الرشيد في بغداد وبحضور محافظ الانبار والحكومة المحلية وعدد من السادة النواب والوزراء وممثلي البعثات الدبلوماسية ومدير البرنامج الانمائي للامم المتحدة في العراق وشيوخ عشائر الانبار، ابدى رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري في كلمته تطلعه الى “خطة شاملة للتحرير تقوم على أساس من التكافل والتلاحم والتعاون، ضمن آطار المسؤولية الجماعية التضامنية التي تسعى الى الحلول الواقعية ، وبعيدة عن التلاوم والتشاكس والتسابق الا في الخير الذي سيعود على الانبار تحريرا لأرضها وإعادة لنازحيها الاكارم الذين أصابهم الضر في خروجهم من مناطقهم”.
وقال الرئيس الجبوري ان “الوقت قد حان لنختط لانفسنا طريق التحرير عبر بوابة لم الشمل وتوحيد الجهود وتكاتف قواتنا الأمنية المركزية مع القوات المحلية المقاتلة والتي أبلت بلاءا حسنا خلال أشهر من القتال الشرس رغم قلة الزاد والسلاح حتى ادرك العالم كله ان ابناء الانبار قادرون مع اخوانهم في القوات الأمنية الداعمة لهم من بغداد على خوض معركة التحرير بعد توفير السلاح والتدريب الكافيين لهذه المعركة، والتي توشك على البدء بعد ان نستكمل الدعم المطلوب “، لافتا الى ان” قادة العراق وممثلوا الدول الصديقة جاءوا اليوم ليعلنوا مساندتهم لكم ووقوفهم معكم في هذه المعركة التاريخية وأنتم اليوم على المحك لصناعة حالة من التحشيد المنظم والمحترف”.
وطالب السيد الجبوري بـ” دعم اكبر لا يتوقف عند تجهيز السلاح او توفير المؤونة بل يتعدى الى توفير كافة الظروف الموضوعية اللازمة لهذا النصر وفي مقدمتها إقرار قانون الحرس الوطني الذي سيشكل اللبنة الأساس لحفظ حقوق المقاتلين الذين سيخوضون هذه المعركة الفاصلة”، داعيا” الكتل السياسية لدعم إقرار قانون الحرس الوطني كواحد من أهم وسائل الدعم والمساندة، ليس لأهل الانبار وحسب بل ولأهل نينوى الذين يعدون العدة كذلك بالتزامن مع اهلنا في الانبار لتحرير محافظتهم من تنظيم داعش الإرهابي.”
وشدد السيد رئيس مجلس النواب على ان “مسار الإصلاح الذي بدأنا به لا يستثني إصلاح الجهاز الأمني وتجديد خطته وكفاءاته والاخذ على يد المفسدين الذين يحاولون الاساءة الى سمعة مؤسستنا الأمنية العتيدة وقد بدأنا اليوم بخطواتنا الجادة باتجاه دعم هذه المؤسسة وتجديد دماءها وتعزيز قدراتها” ، منوها الى ان” اول خطوات إصلاح هذه المؤسسة هو إنهاء وجود القادة الامنيين بالوكالة كما تضمنت ذلك ورقة الإصلاح البرلمانية” مثنيا في الوقت ذاته على التضحيات الكبيرة في المرحلة السابقة التي تمثلت بقافلة الشهداء الذين ضحوا بارواحهم في سبيل قضيتهم”.
من جانبه اكد السيد صهيب الراوي محافظ الانبار على ان اهل المحافظة متوحدون على هدف واحد يتمثل بتحرير الانبار من رجس الارهاب مهما بلغت التضحيات.
واكد الراوي دعم اهل الانبار للجيش العراقي والاجهزة الامنية ومقاتلي العشائر والحشد الشعبي منوها الى الاوضاع الماساوية التي يعيشها النازحون الذين شردوا من بيوتهم الامنه ويعيشون الان في المخيمات ، لافتا الى انه “على الرغم من كل ما حل من مصائب وكوارث لازلنا مصرين بان الانبار لابد من ان تنهض من جديد ولا بد من التعامل مع الواقع بهدوء وعقلانية بعيدا عن الخطاب الاقصائي المتشدد”.
واشار محافظ الانبار الى ان “القضاء على داعش يحتم الوقوف صفا واحد ليس في ميدان المعركة فحسب بل في كل الميادين وامامنا الكثير من الفرص وفي مقدمتها الفرصة التي قدمها رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي من دعم وتسليح للالاف من ابناء العشائر ومساعدة الحكومة المحلية والالاف من النازحين وسد احتياجاتهم”، ، مثنيا على دعم الحكومة لرعاية اقامة المؤتمر الدولي الرابع للاستثمار في الانبار في العام المقبل بعد تعطيل دام عامين بسبب الحرب ضد داعش والذي سيشهد حضورا اقليميا وعالميا لاعادة اعمار الانبار وتوفير الالاف من فرص العمل للشباب العاطل”.
واكد الراوي على “عدم السماح لداعش بان تمسك زمام الامور بعد وتفرض اجندتها الخارجية ” مثمنا ” ما قدمه التحالف الدولي في الحرب ضد الارهاب وخاصة الضربات الجوية الدقيقة التي الحقت بداعش خسائر جسيمة واعطت زخما هائلنا لقواتنا المقاتلة على الارض “.
بدوره اشار رئيس مجلس محافظة الانبار السيد صباح كرحوت الى ان الانبار تعرضت الى اكبر هجمة تأمرية بربرية شرسة من عصابات القاعدة الارهابية وداعش الاجرامية” موضحا بان “الانبار هي رمح العراق واذا ما انكسرت سوف يدخل العراق في هاوية “.
وطالب كرحوت الحكومة المركزية “بتقديم المزيد من الدعم وتدريب المتطوعين الذين قارب عددهم 10 الاف مقاتل وتزويدهم بالسلاح والعتاد والاليات للتصدي للارهاب وتحمل المسؤولية لتحرير مناطقهم” مؤكدا دعم الاصلاحات التي تقوم بها الحكومة وداعيا الى ضرورة ان تساهم الحكومة بدور اكبر لاغاثة النازحين.
اما رئيس ديوان الوقف السني الشيخ عبد اللطيف الهميم فقد اكد بان الانبار ستتطهر من اولئك المنحرفين ، مشددا على اهمية تحرير العقل من كل غلو او تطرف او ارهاب والاستناد على قاعدة الوسطية ، موكدا على ضرورة السعي الحثيث لمساعدة النازحين للعودة الى ديارهم بعد تحرير مدنهم واعمارها.
بدوره بين رئيس مجلس عشائر الانبار الشيخ حميد الشوكة ان ما جرى في الانبار هو نتيجة بعض السياسات الفاشلة لبعض السياسيين والمشايخ الذين اغاضهم تطور الانبار والذين قامو بالترويج لاقامة اقليم الانبار واستعانوا بالتنظيمات الارهابية الفتاوى التكفيرية لتحقيق مأربهم الدنيئة.
والقى الشيخ رافع الفهداوي كلمة بأسم العشائر المقاتلة لداعش اكد فيها ان اهل الانبار مستمرين في تحرير مدنهم وقدموا العشرات من الشهداء من اجل استعادة المحافظة من داعش الارهابي الذي جاء بسبب اهمال الحكومة للمطالب المشروعة للمتظاهرين.
واشار الشيخ الفهداوي الى ان ضعف تدريب الجيش العراقي والمحاصصة المقيتة ادت الى صعود قيادات غير كفوءة لم تستطيع ان تدافع عن المحافظة، مطالبا رئيس الوزراء بتسليح الحشد الشعبي من اهل الانبار لكي يستطيع ان يقوم بدوره في تحرير المناطق واصدار عفو عن الشرطة المحلية فضلا عن انهاء معاناة العشائر والعوائل المهجرة والعمل على عودتهم الى مناطقهم بعد تحريرها وصرف رواتب الموظفين النازحين.
من جهته اعتبر السيد ادم عبد المولى مدير برنامج الامم المتحدة الانمائي ان الصراعات التي يمر بها العراق اليوم قد فتحت الباب واسعا للعديد من الاخطار التي تهدد وخصوصا من قبل داعش ، مثمنا دور عشائر الانبار وحكومتها المحلية في التصدي للارهاب والدفاع عن مدنهم ، مشددا على ضرورة ترك الخلافات جانبا ورص الصفوف من اجل الوقوف بوجه هذه الهجمة الشرسة وعدم اعطاء الفرصة للارهاب لاستغلالها .
وشدد المسؤول الاممي على اهمية اقامة المصالحة بين العشائر لان المعركة ليست عسكرية فحسب انما من خلال تعاضد الجهود بين كافة ابناء المحافظة وعشائرها لتحقيق السلم الاهلي وطرد داعش من المحافظة .
وابدى مدير برنامج الامم المتحدة الانمائي التزام برنامج الامم المتحدة بدعم الحكومة المحلية والمركزية بأعادة الامن والاستقرار واعادة بنائها مؤكدا ان الامم المتحدة مستعدة لتقديم المشورة والخبرة لانجاح مشروع المصالحة كونه الخطوة المهمة للشروع بتحرير الانبار.
الدائرة الاعلامية
مجلس النواب العراقي
19/8/2015