رئيس مجلس النواب العراقي يفتتح الدورة الحادية عشرة لقمة رؤساء وممثلي مجالس الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي

افتتح الدكتور سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي اليوم الاحد 24/1/2016 وبحضور رئيس الجمهورية السيد فؤاد معصوم ورئيس مجلس الوزراء السيد حيدر العبادي اعمال الدورة الحادية عشر لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي بحضور رؤساء برلمانات عربية واسلامية وممثلين عن برلمانات نحو 40 دولة.

وفي مستهل الجلسة الافتتاحية لقمة رؤوساء وممثلي اتحاد المجالس الاسلامية التي عقدت بقاعة بغداد في القصر الحكومي تلا رئيس الدورة العاشرة لمؤتمر الاتحاد السيد اسماعيل قهرمان رئيس المجلس الوطني التركي الكبير كلمة اثنى خلالها دور السيد سليم الجبوري رئيس مجلس النواب في استضافة المؤتمر .

وابدى السيد قهرمان دعمه الواسع للعراق في مواجهة التحديات ومنها الارهاب داعيا الى وحدة الامة الاسلامية في مواجهة ما تشهده من ازمات .

وعبر رئيس الدورة العاشرة لمؤتمر اتحاد الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي عن ضرورة تحمل الجميع لمسؤولياته في مايتعلق بمعالجة غياب الاستقرار في عدد من الدول الاسلامية وتقديم الدعم اللازم للاقليات المسلمة من اجل الحصول على حقوقها، معربا عن امله في ان تكون قمة منظمة التعاون الاسلامي خلال العام الحالي فرصة لان تسهم كل الدول الاسلامية في ارساء السلام والوحدة .

بعدها تسلم السيد سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي من السيد اسماعيل قهرمان رئاسة الدورة الحادية عشر لمؤتمر اتحاد الدول الاعضاء بمنظمة المؤتمر الاسلامي.

والقى الرئيس الجبوري خلال الجلسة كلمة شدد فيها على ان انعقاد المؤتمر في بغداد يعطي رسالتين مهمتين، اولاهما ان الامة الاسلامية رغم الازمات عاقدة العزم على تجاوز يومها الراهن بكل ما انطوى عليه من مآزق محلية واقليمية ودولية الى غد اكثر اشراقا تعود فيه الى ممارسة دورها الريادي .

واضاف ان الثقة التي منحتها الدول الأعضاء للعراق في تحمل مسؤولية هذه الدورة تمثل تحديا عمليا للإرهاب وهي احدى صور المساندة المعنوية له وهو تصريح واضح وإبلاغ جلي لكل قوى الارهاب اننا موحدون لمواجهتهم ولن تستطيع اي قوة ان توزع جهودنا وتفكك تكاتفنا لهذه المهمة التاريخية العظيمة ، مشيرا انه “حين يحضر قادة الشعوب بِهذا التمثيل العالي فإن ذلك يعني اننا قطعنا شوطا مهما في الحل ولقد تحقق هذا اللقاء في ظروف صعبة وقد تجشمت الوفود صعوبات بعضها سياسي والاخر اني وثالث لوجستي نحن نقدرها ، لكن المشهد الأهم في هذه الرغبة للحضور رغم كل ما سبق يؤشر الى إرادة جامحة للحل..

وتابع السيد رئيس مجلس النواب “سنكون واهمين جدا في جدارتنا بمسؤولياتنا تجاه شعوبنا ان لم نتصد للطائفية بوصفها داء عضالا بما تقتضي الضرورة من اجراءات جماعية ومنفردة، موضحا ان ” مواجهة الارهاب لم تعد قضية دفاع عن الأرواح والانظمة والدول وحسب بل هي مدافعة بين قوى الوجود وقوى الإفناء والابادة وهي صراع لضمان المستقبل حتى وان تم دفع الثمن عاجلا من الجهود والاموال والأوقات ، فنحن ننافح ودافع عن قادم دولنا ومجتمعاتنا وأبناءنا وأحفادنا ، فضمان أمن اليوم ضمان اكيد لاستقرار وتنمية الغد “.

ودعا الرئيس الجبوري الى “ضرورة العمل المشترك للوقاية من الارهاب قبل السعي لمكافحته من خلال توفير الأجواء المناسبة للسلم الأهلي والتعايش والعدالة الاجتماعية ، ورفع المظالم عن الناس ، وتوفير فرص العمل للشباب والقضاء الممنهج على الفقر ، والضمان الصحي والاجتماعي وكفالة العاجزين والتقليل من الفجوات بين طبقات المجتمع ، وضمان قضاء عادل ومهني ، وكل هذا مرحلة أولى تليها مرحلة ثانية تتعلق با لتثفيف والتوعية والإرشاد وهذه المهمة تتحمل مسؤوليتها المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية في إشاعة روح التسامح وقلب صفحات التاريخ الموجعة والكف عن مراجعة الماضي الاليم ولف النظر الى الحاضر والمستقبل ، ثم بعد ذلك تأتي المرحلة الثالثة والمتمثلة بالمعالجة قبل المكافحة وهي الحوار مع كل من ينفع معه الحوار من الضحايا الذين وقعوا تحت طائلة التضليل والتوريط ، في محاولة تقليل عدد الخسائر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فحين ننتهي من هذه المرحلة فلن ينتظرنا بعدها الا الحل الأمني الذي ينبغي ان يكون اخر المطاف ,واعتقد ان هذه المنهجية هي الاحرى في زمن العالم المتحضر”..

وبين السيد رئيس مجلس النواب ان الأحداث التي تحصل في بلداننا ومنذ سنوات عدة لتؤشر الى حقيقة اشتراكنا في الخطر رغم النسبية الكمية والنوعية فيه ولذا لزم ان يكون العالم عائلة واحدة ازاء هذا التحدي والمسلمون على وجه الخصوص معنيون بالمواجهة مرتين ، الاولى حين يستفزّون كل طاقاتهم للحفاظ على أمن اوطانهم ومواطنيهم والثانية حين يكونون امام تحدي إماطة الاذى عن دينهم وهويتهم من تهمة الارهاب واثبات حقيقة براءة الاسلام من هذا المنهج الدخيل المجرم ، من خلال المراجعات الفكرية الجادة والصراحة الفاقعة المرة احيانا اخرى ، كي نذب عن ديننا هذه التهمة الباطلة للتي يشترك فيها أثنان ، مغال ومتطرف من داخل الامة ، وحاقد سليط من خارجها ، وكلاهما في الاذى سواء مع اختلاف الجهة والاسلوب ، مع التاكيد بأننا متضامنون مع كل البلدان الغربية التي تعرضت عمليات ارهابية كما حصل في فرنسا والولايات المتحدة الامريكية”..

واشار رئيس مجلس النواب العراقي الى ان ” الارهاب اوغل في اذى العراق ايما ايذاء فالمجازر الجماعية في سبايكر والبونمر والموصل والإعدامات الوحشية وسبي النساء وابادة الأقليات كما حصل للأزيديين والمسيحيين وهدم الاثار وطمس التراث العالمي وحرق المكتبات وفرض اطر متطرفة للحياة على ملايين الرهائن المحتجزين في المدن ، والتغرير بالأطفال وتجنيدهم وعمليات غسل الادمغة لهم ، وما تسبب عن عمليات القتال مع داعش من نزوح للملايين من المواطنين العراقيين الذين يعانون الان ظروفا قاسية وخطيرة ، وينتظر الكثير منهم العودة الى الديار بعد تحريرها كل ذلك يضع العالم امام مسؤولية الوقوف مع العراق لمواجهته ولا سبيل الى ذلك الا بتفعيل المصالحة الوطنية الحقيقية في العراق بعيدا عن قيود الاشتراطات الضيقة الى فضاء التسامح والثقة والانطلاق من مبدأ عفا الله عما سلف.

واوضح الرئيس الجبوري الى ان ان الصراع الدائر في المنطقة من خلال الاحتراب والاقتتال الذي تدفع ثمنه الشعوب العربية والإسلامية امر خطير للغاية ولابد من العمل الاسلامي المشترك للحد من هذا الارهاب الذي يستهدف ارواح المدنيين في أثواب متعددة ، ونعتقد ان جذر هذا الصراع ناشيء من تنازع كبير بين قوى المنطقة وارهاب تورطت به بعض الدول اما مباشرة او بالدعم والتحريض ، وكل ذلك مخالف للقيم الاسلامية ومواثيق المنظمة والاتحاد والأمم المتحدة والإعلانين العالمي والإسلامي لحقوق الانسان ، مشددا على ضرورة الذهاب الى تسوية شاملة لمشاكل المنطقة بما يوزع التنازلات على الجميع ويضمن السلام والأمن للجميع ، فالمجموعة الاسلامية الكبيرة يتعين عليها ان تنخرط جميعا ضمن محور واحد الهدف منه التكامل مع بقية المحاور الدولية وفق نظرية المصالح المتبادلة وليس التنازع والتخاصم”. .

ولفت الى ان الارهاب استثمرالقراءات الخاطئة للتاريخ الاسلامي وما انتجته من خلافات واختلافات، وما تأسست بسببها ملل متضادة، وتعكز على تلك التي تم تدوينها في مناهج تعليم الناشئة الاسلامية، مما يوجب علينا ان نولي تنقية تلك المناهج من بثور الحث الطائفي والاقصاء الكيفي لبعض المسلمين ” منوها الى ان” نزع فتيل التصعيد الذي تشهده منطقتنا في الوقت الذي يحثنا على الدعوة لجعل اتحاد البرلمانات الاسلامية الذي يمثل شعوبنا جميعا فيصلا في حل الازمات الناشئة او التي ستنشأ بين الدول الاسلامية او بينها ودول اخرى، لأنه الاتحاد المنتخب من الامة جمعاء” داعيا ” الى حل الازمات القائمة في بعض الدول الاسلامية بالحوار المسؤول بين جميع الفرقاء في تلك الازمات، وتغليب المصلحة الوطنية والاسلامية واستقرار وسلام شعوبنا على اية مصلحة اخرى، وحث الحكومات في تلك البلدان على تأمين اوسع مشاركة شعبية في ادارة الدولة وصناعة قرارها ” مجددا الدعوة الى حل القضية الفلسطينية حلا جذريا شاملا بالاعتراف الكامل بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم.”

من جهته اكد السيد فؤاد معصوم رئيس الجمهورية في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر على ان بغداد التي تستضيف قمة اتحاد مجالس الدول الاسلامية شهدت عبر تاريخها اعظم حضارات المسلمين التي كانت نموذجا للالفة والتعاون والمحبة .

واوضح الرئيس معصوم ان العالم الاسلامية يواجه تحديات كبيرة في محاولة لتشويه الاسلام واثارة الفرقة الكراهية بين المسلمين انفسهم او بين المسلمين وغيرهم ، داعيا الى التعاون الكامل بين الدول الاسلامية والمؤسسات المتعددة فيها ، مشيرا الى ان التحدي الذي يمثله داعش هو التحدي الاكبر خلال العصر الحالي.

ونوه السيد رئيس الجمهورية الى ان العراق اخذ زمام المبادرة لمواجهة الارهابيين والتكفيريين من اجل استعادة الصورة الحقيقية للمسلمين ، داعيا الى مزيد من التعاون للقضاء على داعش.منوها الى ان الشعب العراقي يواصل القتال لمواجهة الارهاب.

اما السيد حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء فقد لفت الى ضرورة معالجة الارضية لتنامي الارهاب مؤكدا ان العراقيين متعاونون للقضاء على داعش ومواجهتها.

واكد السيد العبادي عدم وجود اي مقاتل غير عراقي في العراق مرحبا بالوقت ذاته بأي اسناد او دعم من الدول سواء بالتدريب او التسليح او الغطاء الجوي لمواجهة داعش مشيرا الى تمكن العراق من تحقيق الانتصارات بفضل ارادة ابناء الشعب مشددا على عدم العوة الى المربع الاول.

من ناحيته اثنى السيد محمود ارول قليج الامين العام لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي على دور مجلس النواب باستضافة المؤتمر ، داعيا الى توحيد الصفوف ومعالجة جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك والعمل على احلال السلام في الدول الاسلامية.

بعدها التقط رؤوساء الوفود المشاركة الصور التذكارية بحضور السادة رؤساء الجمهورية والوزراء ومجلس النواب.

الدائرة الاعلامية

مجلس النواب العراقي

24/1/2016 .


WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com