النص الكامل للخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري في أختتام الدورة الحادية عشر لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي

النص الكامل للخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري في أختتام الدورة الحادية عشر لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي

2016-01-24

بسم الله الرحمن الرحيم
وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
صدق الله العظيم
السادة رؤساء البرلمانات الاسلامية وممثلوها الافاضل
ايتها الاخوات المكرمات
ايها الاخوة المكرمون
يطيب لي ونحن نشرف على ختام اعمال مؤتمرنا ان احييكم باسم شعب العراق ومجلس نوابه باخلص التحايا واشكر لكم كل ما تجشمتموه من عناء لاجل الوصول الى هذه المثابة الجديدة في العمل البرلماني الاسلامي التي ندعو الله جلت قدرته ان يتم نعماءه علينا فيوفقنا في تنفيذ كل الاستراتيجيات والبرامج التي خلص اليها المؤتمر.
وفي الوقت الذي اشكر فيه برلمان جمهورية تركيا الصديقة على قيادته الرشيدة للدورة السابقة واحيي بتقدير عال ما تم انجازه فيها، يتعين علينا ان نؤكد على جملة من الحقائق التي لا بد من التوقف عندها ملياً في مواجهة التحديات الجسام التي تواجهنا كأمة اسلامية، وتأتي في مقدمتها اننا الامة التي شرفها الله تعالى بكونها خير امة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وانها الام الولود لكل الحضارات الاولى والابداعات الاولى ومسلات حقوق الانسان الاولى وانها صانعة المدنية الاولى، وامة تتوفر على هكذا خصائص جديرة بان تكون امة رائدة في عالم اليوم، امة منتجة للحياة النيرة الكريمة السعيدة لا امة مستهلكة لما ينتجه الاخرون من انواع حياة يجد فيها بعض ابناء امتنا هجنة او غربة عن منظومة قيمهم الاسلامية الرشيدة.
ولكننا لن نستطيع بلوغ تلك الريادة ان لم نتجاوز الخلافات والاختلافات الموضعية هنا او هناك، وان نلجأ الى الحوار المسؤول الحريص على الامة ووجودها ومستقبلها (وجادلهم بالتي هي احسن) وان نجسر هوى الاختلاف ونعمق الثقة ونربأ عن مهيضات الفرقة والشتات.
واننا، في العراق، سنعمل في هذا الاطار ما استطعنا الى ذلك سبيلا، وسنكون جسرا للتلاقي والمحبة والتعاون والتكافل بين جميع دول الامة، فقوة امتنا ومنعتها في وحدة قرارها السياسي والاقتصادي وفي انسجام مؤديات فعلها على الصعيد العالمي، وقوة الامة وامنها من قوة وامن اية دولة من دولها.
وان جميع الاختلالات البنيوية على اصعدة السياسة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا قابلة للتصحيح والخروج من مآزقها بالارادة الاسلامية الجمعية المتوحدة وبما وهبنا الله تعالى من ثروات طبيعية كبيرة وثروات بشرية خلاقة ومبدعة.
ان العراق اذ يجدد تأكيده على انه سيبذل كل الجهود للحفاظ على قيم الاتحاد الاسلامية ودعم المجالس الاعضاء بكل الوسائل الممكنة بغية خدمة مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعزيز التعاون المشترك بين البلدان الاسلامية لمواجهة التحديات الراهنة، واذ يؤكد التزامه التام بتنفيذ توصيات المؤتمر واعادة وتنشيط برنامج العمل الاستراتيجي لاتحاد مجالس منظمة التعاون الاسلامي وملاءمة خطته التنفيذية مع اهداف الامم المتحدة للتنمية المستدامة، يتطلع باخلاص الى ان تسود الروح المسؤولة التي شهدها المؤتمر سائر فعالياتنا المشتركة خلال الفترة الواقعة بين الدورة الجديدة والدورة اللاحقة التي نتمنى ان نلتقي فيها وقد قضي على الارهاب في كل ديار المسلمين ومادت الارض تحت آفته الفكرية، وان نكون قد بلغنا حلا شاملا لقضيتنا المركزية فلسطين.
وباسم شعب العراق اكرر شكري وتقديري لتحملكم عناء السفر والعمل الدؤوب في جلسات المؤتمر، كما اعرب عن شكر شعب العراق لكل الاشقاء والاصدقاء الذين وقفوا معه وقفة مسؤولة من اجل تجاوز محنه والعودة الى ممارسة دوره المعروف في محيطه العربي والاسلامي والدولي.
وأسأل الله تبارك وتعالى ان يمن علينا جميعا بجليل توفيقه وعزيز سداده انه المعين القادر القدير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكتب الاعلامي
لرئيس مجلس النواب العراقي
24/1/2016

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com