مرثية معالي الأمين العام لمجلس النواب للمعمارية الراحلة زهاء حديد

الحزن ينخر في بلادي وأهله…
فيقمة النبوغ والإبداع , والعمل لفلسفة جمال الحياة, وإمتاع  النظر , والإحساس الجميل بالكتلة والفراغ والتدخل , ناعم الملمس من سيدة رقيقة ,محبة , عشقت الجمال, وعاشت له, و رفدت حياتها بأن تضع لمساتها في طول الأرض وعرضها…
ولكن الموت , مرة أخرى كملايين المرات  غدر بأبناء شعبي كما يغدر يوميًا بالطفولة والأمومة والعائلة والنسيج الاجتماعي ويصول ويجول يمينآ ويسارًا… كنا نظن بأن من غادروا بلادي في مأمن من الموت , ولكن الموت لا أمان ولا مكان له,
الموت ضرب هذه المرة جنائن بابل المعلقة ,  وكسرً عجلات العربات في سومر وحطم الثيران المجنحة في نينوى  وهز زلزال قلعة أربيل العتيدة … وأرتعشت الزنابق في جبال كوردستان وانفطرت مسلة حمورابي وصعق أنكيدو,
أي نبأ هذا , واي خبر..؟ !!
في ميامي وفي ابعد أصقاع الأرض وأأمنه كان الموت  لها بالمرصاد ….!
لسيدة وآنسة وبنت وأمرآة و أنثى , لـــ ( عشتار ) من مدينة الحدباء…
عندما وقعت عن مجلس النواب على عقد تصميم أبنية ألمجلس في سفارتنا بلندن وبحضور سفيرنا وكادر السفارة قالت كلمتها  العظيمة (كنت اتمنى ان يكون والدي محمد حديد حيًا يرزق ويرى بانني وقعت على تصميم صرح مجلس النواب )
كل هذه المحبة  والحب الصادق لبلدها ,تعايشت مع الغربة ولكن
عيونها وقلبها وروحها  كان في العراق…
أنا حائر في أمري من شدة الصدمة…
أصحيح  ( زها حديد ) ماتت؟!
لو عاشت عشر سنوات أخرى لأعطت للعمارة والبشرية الكثير الكثير !
نعم حائر في أمري والله…
من أعزيً ولمن , اتقدم بكلمات العزاء , وقلمي عاجز عن الكلام, وكلماتي ممتعضة ممتنعة متمردة عن التعبير…
يا لهول المصيبة, ياشعبي الجريح
يالهول الفاجعة, يابلدي المنكوب
اٌٌعزي نفسي وبصمت, أريد أن أرى إسمها وتمثالاًً عملاقاًُ شامخاًً كشموخها في  احدى  شوارع بغداد الحزينة.
وا أسفي…
اياد الحاج نامق
الأمين العام لمجلس النواب
بغداد /نيسان/2016

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com