نص كلمة رئيس الوفد العراقي آرام شيخ محمد، في مؤتمر أتحاد برلمانات العالم المنعقد حاليا في العاصمة السويسرية جنيف.
بِسْم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس الهيأة الرئاسية لمجلس البرلمانات العالمي السيدات والسادة رؤساء وأعضاء الوفود المشاركة المحترمين…
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
نتقدم لكم جميعا بشكرنا وتقديرنا على ما تقدمونه من عمل جاد و بناء في خدمة التنمية و الحكم الرشيد و بناء الأجيال في شتى اصقاع الارض.
في جعبة القادم من العراق قضايا مهمة و ضاغطة كثيرة لاتؤثر في وضع العراق السياسي والأمني و الاجتماعي فقط ولكنها تؤثر في المنطقة والعالم بقدرٍ مساوٍ و بطرق شتى.
في العام المنصرم استعاد العراق بعضا من مكانته المستحقة على خارطة الاهتمام الدولي بعدما أدرجت أهواره على لائحة التراث الإنساني، و للتنويه فقط نقول ان منطقة الأهوار هي المكان الذي نشأت فيه الحضارات السومرية والأكدية والبابلية و حضارة لكش و أوروك و أريدو هي ذات المكان الذي يسمى مهد الحضارة حيث انطلق گلگامش في رحلته صوب الخلود و انطلق ابراهيم الخليل أبو الأنبياء الى العالم بقصد التنوير و اخراج بني البشر من الظلمات الى النور.
في العراق أيضا تصدينا ومازلنا نتصدى لأعتى عصابة دموية عرفتها البشرية وكان العراق ومايزال ينزف دم ابناءه وينفق ثرواته وتهدم فيه مواريث الأنبياء وحواضرهم من اجل الأنسانية و نيابة عن دول العالم أجمع، فهل قام العالم بمسؤولياته تجاه العراق؟ نقف هنا لندعوكم لذلك فنحن نفقد ابناءنا يوميا و تتراجع في بلدنا مسيرة الأعمار والتنمية لأن قدرنا هو ان نواجه أفواج الأرهابيين القادمين الى بلدنا من كل فج عميق.
ندعوكم و بشدة الى التفكير الجاد بنساء العراق اللائي عانين من وطأة الحروب و تبعاتها والتفكير الجاد بأطفال العراق الذين حرموا على مدى أربعة عقود من أبسط مقومات الحياة الكريمة الآمنة، ندعوكم لنعمل من أجل شباب العراق الصاعد المعروف بذكائه وقدراته الخلاقة، لأن عملنا المشترك سيحقق لنا جميعا النجاح المنشود و يغرس في نفوسنا أملا جديدا في الحياة.
و في غمرة سكوت العالم وتخليه عن مسؤولياته تجاه العراق و مايلاقيه من معاناة وتحديات تأتي الجارة تركيا لتجرب بعضا من أحلامها وطموحاتها اللامشروعة على أرض العراق و ترسل جنودها وعتادها رغم رفض العراقيين شعبا و حكومة لذلك التواجد غير الشرعي، والذي يهدد علاقات حسن الجوار و ينذر بشرٍ مستطير يعم المنطقة و العالم، وها أنتم سيداتي سادتي أمام مسؤولية أخرى يطالبكم العراق بالاضطلاع بها و إنجازها كما ينبغي.
ورغم كل التحديات التي نواجهها في العراق حكومة وشعبا إلا اننا أحبطنا جميع محاولات بث الفرقة و مشاعر العداء بين مكونات شعبنا، وفي البرلمان العراقي كنّا و مازلنا نمارس عملنا بدرجة عالية من الشفافية وأحترام الفصل بين السلطات والديمقراطية الحقيقية، وقد تفاعل مجلس النواب مع مشروع الإصلاح الذي طالبت به الجماهير التي أحتجت و تظاهرت بطرق سلمية و حضارية، و استجاب المجلس لتلك الجماهير بالعمل على تصحيح مسار العملية السياسية ومساءلة المقصرين في السلطة التنفيذية و مفاصل الدولة الأخرى و محاسبتهم، فأقيل عدد من الوزراء و حوسب غيرهم من مسؤولي الدولة العراقية و لن نحيد عن هذا المسار حتى ترسخ في بلدنا مفاهيم وقيم الديمقراطية و الحكم الرشيد.
السيدات السادة الكرام:
بينما اتحدث إليكم الآن يقاتل ابطال العراق الغيارى من الجيش والقوات الأمنية و أبناء بلدنا المتطوعين في سرايا الحشد الشعبي و البيشمرگه و العشائر الأصيلة الدواعش المجرمين نيابة عن الانسانية والعالم أجمع، و هم يحررون تباعا مدينة الموصل ( نينوى) حاضرة التأريخ و الممتدة الى آلاف السنين حيث انتهك فيها الدواعش ما لا يخطر على بال إنسان من المحرمات، وسنزف للعالم أجمع تباشير تحرير العراق كاملا وسحق عصابات الظلام والهمجية الى غير عودة.
السيدات السادة الكرام:
رغم ان التضامن و التعاطف مع العراق يفرح العراقيين و يجعلهم يشعرون حقا بالانتماء الصادق للأسرة الانسانية، لكن في مثل ظروف العراق ما نحتاجه أبعد وأعمق من التضامن و التعاطف نحتاج الى فعلٍ مؤثر و عمل منتج لأن عوائد ذلك ستكون لنا جميعا، و لأجيالنا القادمة.
مرة أخرى نتقدم إليكم سيادة الرئيس و الى جميع الوفود المشاركة بالشكر و التقدير و ندعوكم مجددا للعمل معنا على استقرار العراق و العالم ففي ذلك خيرنا وفلاحنا جميعا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
آرام شيخ محمد
رئيس الوفد البرلماني العراقي
سويسرا/جنيف
الثلاثاء٢٠١٦/١٠/٢٥