خلال كلمته في احتفالية المولد النبوي الشريف رئيس البرلمان يدعو إلى لقاء وطني شامل.
خلال كلمته في احتفالية المولد النبوي الشريف رئيس البرلمان يدعو إلى لقاء وطني شامل.
سيادته يضيف: باستطاعتنا أن نصنع من هذه المناسبة فرصة للتوحد والتكاتف لمواجهة أخطارنا وتحدياتنا
حضر رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري، اليوم السبت، احتفالية المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام التي أقيمت في جامع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان.
وأكد الرئيس الجبوري خلال كلمته في هذا الحفل أنه باستطاعتنا أن نصنع من هذه المناسبة العظيمة فرصة للتوحد والتكاتف لمواجهة أخطارنا وتحدياتنا، فلقد كانت ومنذ فترة طويلة مصدرا لإلهام والحب والتعاون والتعايش المجتمعي.
ودعا سيادته الأطراف العراقية كافة الى لقاء وطني عاجل يضع حجر الأساس لفكرة التفاهم الوطني التاريخي الشامل للبدء بمرحلة جديدة بعد نهاية داعش تقوم هذه المرحلة على اعتبارين اثنين المواطنة الصالحة، والقانون النافذ، وهذا يعني ان العراقيين جميعا متساوون في الحقوق والواجبات لا فرق بين عراقي وآخر الا بقدر التزامه بالقانون واعتزازه بالوطن.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس الجبوري في هذه المناسبة…
بِسْم الله الرحمن الرحيم
يا أيها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا
صدق الله العظيم
الحاضرون الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
نلتقي اليوم لنعيش ساعة تفكر وتدبر للحظة فارقة من الزمن، لحظةٌ أشرق فيها النور على البشرية في مواجهة الظلام ، وتفتقت فيها المعرفة لتمحق الجهل والتخلف ، وانبرى فيها العدل منافحا سوءة الظلم والجبروت، وأظهر الله الحق ليمحق الباطل ، لتتهاوى كل إمبراطوريات الشر ولتستقيم الحياة وتنبلج الحضارة من رحم الجزيرة الجرداء، انها ولادة خير البشر وصفوة الخلق وهادي الانسانية الحائرة الى الجادة ولادة سيدنا ومنقذنا وقائد امتنا محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله واصحابه ومن اتبع نهجه القويم الى يوم الدين.
اليوم تجمعنا المناسبة لان صاحبها ارادنا ان نلتقي على الكلمة السواء والمحجة البيضاء التي تركها لنا ويجمعنا الهم الذي تعيشه امتنا وتعانيه شعوبنا وتدفع ثمنه اجيالنا جراء بعدنا عن خارطة الطريق التي رسمها لنا امام الحكمة والحكم حين قال (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
اليوم نستذكر المناسبة وفي القلب غصة وألم لما يحدث في البلد من تدمير تسبب به الاٍرهاب وارهاب تسببت به وسهلت وجوده السياسات الخاطئة، وهذا ما يدعونا الى ان نفكر بجدية في قدرة الحلول التي كنّا نمارسها والتي لم تؤت أكلها الى الان، ربما لأنها لم تمس الحقيقة وتصل الى جذورها الموضوعية في قطع الطريق على مسببات النتائج.
الإخوة المحتفلون
ان مناسبة المولد النبوي فرصة للتزود بسبل الحل من سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي مر بظروف أقسى وأصعب مما نمر به اليوم فقد واجه المقاطعة من اقرب الناس اليه في شعب ابي طالب وذاق الم التهجير في الهجرة وتكالبت على دولته الامم والجماعات في الخندق وحاولت النفوس المريضة ان تناله من الداخل افتراءا وتشويها، غير انه صبر وتوكل على الله وسخر أدواته البشرية بمعيّة العون الالهي ليخرج من كل هذه المحن أقوى في كل مرة وأصلب بعد كل تجربة وأقدر على العطاء بعد كل كربة فكان يجد في كل محنة منحة وفي كل ابتلاء اجتلاء.
السادة اصحاب المعالي والسماحة
اليوم يتزين العراق لهذه المناسبة رغم أحزانه مترفعًا عن كل اوجاعه ومآسيه، وما ذاك الا طبع في أصل اَهله ومزية في سلوك ابناءه وسجية في جذر اجياله ولازال عصيا على كل المراهنات الفاشلة التي ارادت ان تفت من عزيمته وهذا نابع من إرادة العراقيين.
الاخوة الاكارم
ان الجرائم التي ارتكبها الارهابيون بعد احتلالهم للمناطق وتدميرهم للمدن يعد هجمة على الأمة جمعاء وليس العراق وحده، والكل مطالب بموقف جاد لمواجهة هذه الأزمة وهذا ما أكدنا عليه منذ اليوم الاول، ولكن ذلك لا يمكن ان يكون من خلال ظاهرة فلتان السلاح بيد البعض دون ضوابط فقد يجعل ذلك من العراق ساحة حرب مفتوحة.
السادة الأفاضل
باستطاعتنا أن نصنع من هذه المناسبة العظيمة فرصة للتوحد والتكاتف لمواجهة أخطارنا وتحدياتنا، فلقد كانت ومنذ فترة طويلة مصدرا لإلهام والحب والتعاون والتعايش المجتمعي خصوصا بين أبناء بغداد الذين استطاعوا أن يجعلوا من ذكرى المولد النبوي الشريف منطلقا لإثبات هوية العراق بغداد الواحدة التي تعانق فيها أهل الأعظمية والكاظمية وهم يحتفلون بهذه الذكرى ومن عشرات السنين في مشهد لا يمكن للذاكرة ان تختزله بالمكان والزمان حين تحول الى ظاهرة حية تؤكد الانتماء الى ثقافة واحدة وبيت واحد ومصير مشترك أوحد.
ومن هذا المكان الطاهر اجدد الدعوة الى الأطراف العراقية كافة الى لقاء وطني عاجل يضع حجر الأساس لفكرة التفاهم الوطني التاريخي الشامل للبدء بمرحلة جديدة بعد نهاية داعش قريبا بعون الله تقوم هذه المرحلة على اعتبارين اثنين المواطنة الصالحة والقانون النافذ ، وهذا يعني ان العراقيين جميعا متساوون في الحقوق والواجبات لا فرق بين عراقي وآخر الا بقدر التزامه بالقانون واعتزازه بالوطن.
ومن منطلق التعايش فإننا نرى ضرورة العمل جديا على إنجاز صيغة ما للخروج مما نحن فيه من خلال المصالحة الوطنية أو التسوية التاريخية أو اَي عنوان من شأنه استيعاب الحالة العراقية دون التوقف على المصطلحات، فنحن الْيَوْمَ لا نطمح لعقد مؤتمر وحسب بل نحن بحاجة الى عقلية من جميع الأطراف تتقبل فكرة التصالح والتعايش وتذهب الى طاولة الحوار الوطني وهي خالية الوفاض من أي اجندة أو شروط مسبقة يفرضها هذا الطرف أو ذاك بقصد الكسب السياسي، فبقدر ما نخسر في هذه الممارسة قطعا سنربح.
ختاما
اشكركم جميعا وأشكر المجمع الفقهي لكبار العلماء وأشكر ديوان الوقف السني الذي كان ولا زال متميزا في مجال العمل الديني والانساني والجهد المبارك في دعم النازحين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب العراقي
10/12/2016