بيان لجنة التربية بشأن الوضع الراهن الذي يمربه القطاع التربوي
ألقى النائب سيروان عبدالله سيريني رئيس لجنة التربية بيانا في جلسة مجلس النواب ليوم الثلاثاء 7/3/2017 بشأن الوضع التربوي الحالي في العراق وما يمر به من صعوبات ومشاكل.
نص البيان :-
ان واقع التربية اليوم بحاجة الى ان يكون ضمن اولويات البرنامج الحكومي لما يعانيه من ضعف ليس فقط بسبب الحرب على تنظيم داعش الأرهابي وما يتضمنه من التدخلات الإقليمية والدولية ، بل بسبب اهمالنا الذي طال هذا القطاع المهم طيلة مسيرته السابقة .
ان الاصلاح بشكل عام هو موضوع الساعة في العراق وعلى جميع المستويات وتنادي به جميع طبقات المجتمع بما فيهم السياسيين كون الاصلاح الحقيقي يبدأ باصلاح مجالي التربية والتعليم وانه ضروري للتفاعل مع مقتضيات المرحلة .
وينطلق الاصلاح الحقيقي من دراسة الواقع التربوي الحالي وتشخيصه بعمق لمعرفة الاسباب والعلل التي تواجة هذا القطاع المهم ومجالات الاصلاح واسعة وكثيرة ومتعددة بكل جوانبها التربوية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية والصحية والاعلامية وغيرها وذلك من خلال تحقيق الانتماء الوطني والاصلاح السلوكي والقيمي وهو ما يتطلب منا مشاركة جماعية مع التأكيد على اهمية دور الارادة والادارة في هذه العملية والمساهمة في انجاح المسيرة التربوية.
ان اصلاح النظام التربوي في العراق وما يتبعه من مؤسسات تربوية وتعليمية وثقافية هو التحدي الاكبر والرهان الرابح لبلوغ التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، لان اصلاح هذا القطاع الهام والاكبر هو اساس الاستثمار الامثل للتنمية البشرية الذي يشكل الثروة الوطنية الحقيقية ، والاستراتيجية المتينة لمواجهة التحديات من خلال التسابق نحو امتلاك الخبرات والعلوم والتقنيات ، باعتبارها النواة الصلبة لتأسيس مجتمع العلم واقتصاد المعرفة ، والمدخل الاساسي للرقي والوصول إلى اقصى غايات التميز والجودة العالية ، التي هي من اهم اسباب بقاء الامم وتقدمها .
كما نوصي مؤسساتنا التربوية والتعليمية ان تواكب في مسيرتها حركات التجديد وان تترجم شعارات الجودة والتميز إلى اساليب عمل لتلتحق بركب التقدم وان اهمال التربية سيكون له تأثيراتها سلبية على المجتمع العراقي .
والغريب ان في ١٩٧٦ عندما كان عدد سكان العراق اقل من ثمانية ملايين نسمة لكن الحكومة العراقية كانت تخصص نسبة ٢٥٪ من الموازنة العامة الى مجال التربية وان تقارير اليونسكو اشرت بالسبعينات ان العراق كان في مقدمة جميع بلدان الشرق الأوسط .
واليوم للاسف الشديد رغم مناشداتنا ومحاولاتنا وطلباتنا الجدية في مجلس النواب وبالأخص اللجنة المالية النيابية ولكن لم نجد اي استجابة بصدد الاهتمام بموضوع التربية في حين ان عدد سكان العراق يتجاوز الان اكثر من ٣٥ مليون نسمة و لكن وضعت فقط نسبة ٧٪ من الموازنة ٢٠١٧ لقطاع التربية .
ان الجهود التي تبذلها والخطط التي تضعها وزارة التربية لتحسين الواقع التربوي وجودته واصلاحه في العراق غير كافية وغير قادرة على تنفيذها بسبب قله التخصيصات المالية الكافية مما انتج مخرجات ضعيفة وافرازات عميقة وعدم انتهاج الوزارة استراتيجية تربوية تكرس العمل المؤسسي للنهوض بالعملية التربوية والتعليمية نحو الافضل ، وتغيير الوزراء بسبب انتهاء فترة استيزارهم وعدم تمكنهم من استكمال تنفيذ هذه الخطة الاستراتيجية بعيدة المدى من قبل الوزراء الذين اعقبوهم على ادارة هذه المؤسسة المهمة وقيامهم بوضع خطة جديدة بدل استكمال ما تم تنفيذه في الوزارة السابقة ومحاولة تحديث هذه الخطة وفق المستجدات مما اسهم سلباًً في عمل وزارة التربية .
بناءاًً على ذلك ولغرض بناء نظام تربوي فائق الجودة وذو فعالية عالية لابد من تهيئة وضع سياسي وخطة استراتيجة محكمة وبرامج اصلاحية تصحيحية حقيقية شاملة للنهوض بواقع العملية التربوية وتحسين مخرجاتها وتحديد اتجاهاتها وتعزيز دور المعلم وتحفيز الطلبة وتعديل اسس المناهج وايجاد تعليمات تنطلق من نظام للانضباط المدرسي يهدف إلى تحسين سلوك الطلبة وبناء منظومة القيم الاخلاقية وتهيئة المناخ القيمي والاخلاقي المناسب بين الطلبة بعضهم مع البعض الاخر وبينهم وبين المعلمين والعاملين في المجال التربوي.
من خلال زيارة لجنة التربية الى دولة اليابان استنتجنا بان سر نجاح وتقدم اليابان بعد كل الأزمات والحروب التي حدثت لها سببين هما :
اولاًً : موقف القادة الوطنيين الحقيقيين عندما قاموا بالاهتمام ودعم المعلمين وقرروا زيادة رواتب المعلمين الى ضعفين حيث يصل راتب معلم من 3000$ ثلاثة آلاف دولارات الى 8000$ ثمانية الف دولار بالشهر.
ثانياًً : دور المعلمين والتربويين والمجتمع و الحكومات المحلية وعملهم و تعاونهم الجاد لانجاح العملية التربوية وبالنتيجة وصلوا بالبلد الى ارقى واعلى مرتبة بين بلدان العالم و خاصة في مجال اخلاقيات الفرد وتقدم البلد من الناحية الاقتصادية و التكنولوجية .
لذلك نحن اليوم في امس الحاجة الى الاهتمام بالتربية والتعليم كركيزه اساسية لبناء الاجيال والمجتمع والتقدم بالبلد تربوياًً وترك الامور الشكلية والمجاملات والمزايدات على حساب الصالح العام .
النائب سيروان عبدالله سيريني
رئيس لجنة التربية
17/3/2017