رئيس البرلمان: يجب العمل على ادارة الحوارات العربية ضمن منظومة البيت الواحد بعيدا عن الاستقواء بالأطراف الإقليمية والدولية

خلال حضوره الاجتماع التشاوري لرؤساء البعثات الدبلوماسية للدول العربية الشقيقة
رئيس البرلمان: يجب العمل على ادارة الحوارات العربية ضمن منظومة البيت الواحد بعيدا عن الاستقواء بالأطراف الإقليمية والدوليةاكد رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري، اليوم الاحد، ان المرحلة التي نمر بها في العراق والمنطقة صعبة وحساسة ما يستلزم مزيدا من التكاتف العربي والتعاون الدؤوب للملة أطرافنا والحفاظ على بيتنا العربي من مشاريع التفكيك والتقسيم والعزل.
جاء ذلك خلال حضور سيادته، افتتاح الاجتماع التشاوري للجنة العلاقات الخارجية مع رؤساء البعثات الدبلوماسية للدول العربية الشقيقة، في مبنى البرلمان.
ولفت الرئيس الجبوري الى “ان العراق كان وما زال وسيبقى فاعلا ومهما في المنطقة، وان تواجدكم هو رسالة لكل اشقائنا الآخرين الذين ترددوا في إرسال بعثاتهم إلى العراق لأي ظرف او وجهة نظر”.
مضيفاً “ان العراق لازال ينظر إلى علاقته مع اشقاءه العرب على انها علاقة تكامل، مبنية على أساس الاحترام المتبادل والتعاون لتحقيق المصالح المشتركة بين البلدان العربية، والتي تجلت بتعاون وآسع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، اضافة الى وقوف العديد من الاشقاء معنا لدعم معركتنا سواءً مع الارهاب او برامج رعاية للنازحين”.
وتابع سيادته “نؤمن بتعدد الاّراء ونحترم اختلاف وجهات النظر بين الاشقاء ولكن الموجع والمؤلم ان يتحول الحوار الى صراع والصراع الى احتراب، ومن المهم ان نعمل على ادارة حوارنا مع بَعضنا ضمن منظومة البيت الواحد بعيدا عن الاستقواء بالأطراف الإقليمية والدولية”.
واضاف “مع اقتراب انعقاد القمة العربية فإن من المهم ان تعمل الدول الشقيقة على بلورة تصورات ومبادرات واضحة من شأنها تحسين وضع البيت العربي والإسراع في حسم قضاياه المختنقة بالجدل والتردد والعجز”.
وما يتعلق بالحرب على الارهاب، علق رئيس البرلمان قائلاً “تتقدم قواتنا البطلة يوما بعد اخر وساعة بعد ساعة وهي تحقق انتصاراتها الكبيرة في الجانب الأيمن من الموصل وكل ذلك بفضل ايمان العراقيين بعدالة معركتهم وشجاعتهم الكبيرة وإصرارهم على طرد الارهاب من أرضهم”.

وفيما يلي نص الكلمة:

‏بسم الله الرحمن الرحيم
‏السيدات والسادة أصحاب السعادة ‏وأعضاء البعثات والسلك الدبلوماسي المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ويشرفنى أن التقي بكم هنا تحت قبة الشعب في البرلمان العراقي وأنتم بين اهلكم وفي بلدكم العراق ، ‏ترسخون التواصل وتحملون رسالة الأخوة والمحبة وتوطدون العلاقة بين شعوبنا الشقيقة ، ‏فمرحبا بكم وأنتم تقومون بواجبكم الأخوي قبل الرسمي ، وتفتحون الافاق الرحبة بين بغداد وعواصمكم الزاهية ، وهذا مصدر اعتزاز وتقدير لدينا فقد أكدتم بتواجدكم هنا حقيقة الترابط بيننا كدول شقيقة تجمعنا خيمة العروبة ولسان الضاد والتاريخ المشترك العظيم والدم الواحد الذي ننتمي اليه ونعتز به ، ‏وتواجدكم في ذات الوقت هو رسالة لكل اشقائنا الآخرين الذين ترددوا في إرسال بعثاتهم إلى العراق لأي ظرف او وجهة نظر ، ان العراق كان وما زال وسيبقى فاعلا ومهما ، وقد بددتم بذلك جميع المخاوف للبعض في تأكيد جاهزية بغداد لاستقبال البعثات الدبلوماسية حيث أنتم بين اهلكم واخوانكم بأمن وسلام والحمد لله وتعيشون مع البغداديين حياتهم .

السادة السفراء المتحرمون
تتقدم قواتنا البطلة يوما بعد اخر وساعة بعد ساعة وهي تحقق انتصاراتها الكبيرة في الجانب الأيمن من الموصل وكل ذلك بفضل ايمان العراقيين بعدالة معركتهم وشجاعتهم الكبيرة وإصرارهم على طرد الارهاب من أرضهم وهم بذلك إنما يؤكدون تكاتفهم ووقوفهم في خندق الشرف مع بعضهم دون ان يكون لانتمائهم الديني او المذهبي او القومي او الفئوي اي دلالة تمييز بينهم ، حيث اختلطت دماؤهم في ارض المعركة ونالوا بكل عناوينهم شرف الشهادة ، وعما قريب بعون الله سيعلن العراق بلدا محررا من الأرهاب ويتحقق الاستقرار الذي ننشده .

أيها الاشقاء
‏كنا ومازلنا ننظر إلى علاقتنا باشقائنا العرب على إنهاء علاقة تكامل ، مبنية على أساس الاحترام المتبادل والتعاون لتحقيق المصالح المشتركة بين بلداننا ، وقد تجلت هذه العلاقة المميزة بتعاون وآسع في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية ، اضافة الى وقوف العديد من اشقاءنا معنا لدعم معركتنا مع الارهاب ، وكذلك الدعم الإنساني الذي شمل برامج رعاية للنازحين ، وكل هذا الجهد محل شكر وتقدير من قبل جمهورية العراق بجميع مؤسساتها التنفيدية والتشريعية وكذلك الجماهيرية والشعبية للأشقاء الداعمين  .

اصحاب السعادة
لا شك ان المرحلة التي نمر بها في العراق والمنطقة صعبة وحساسة ما يستلزم مزيدا من التكاتف العربي والتعاون الدؤوب للملة أطرافنا والحفاظ على بيتنا العربي من مشاريع التفكيك والتقسيم والعزل ، والتي تسعى بالنهاية الى اشغال كل بلد بهمومه ومشاكله الداخلية وترك الاهتمام بدعم اشقائه والقلق والسهر على استقرارهم ومن جانب اخر فقد سعت خنادق دولية الى محاولة تقسيم المنطقة في جبهاتها ليتشضى البيت العربي ويأكل نفسه ويحارب ذاته ، ومن هنا يبدأ الخطر مع تراجع الحس الجمعي للأمة وتنامي نزعة الشك لدى البعض من البعض الاخر وهو ما سيؤدي بالنتيجة الى التنازع والفشل

قال تعالى ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم )
أيها الآخوة الأفاضل
نؤمن بتعدد الاّراء ونحترم اختلاف وجهات النظر بين الاشقاء ولكن الموجع والمؤلم ان يتحول الحوار الى صراع والصراع الى احتراب ، ومن المهم ان نعمل على ادارة حوارنا مع بَعضنا ضمن منظومة البيت الواحد بعيدا عن الاستقواء بالأطراف الإقليمية والدولية التي تسعى الى تحقيق مصالحها في غياب تراجع سعينا الى مصالحنا المشتركة وتوحيد المواقف تجاه قضايانا التاريخية والمصيرية والتعاون على الظروف الصعبة والتكافل بيننا في الأزمات والكوارث ، ولذا فإن من الضروري العمل على اعادة روح التواصل البناء وتعميق الشعور الاخوي العربي بشكل يعصمنا من التفكك والتراجع ، ولا يمنح الآخرين الفرصة في تصعيد وتيرة النزاعات في المنطقة ، والتي كنّا ولا زلنا نقول ان حلها لا يمكن الا عبر الحوار والتفاهم ، وان فكرة التسوية التاريخية يجب ان لا تكون مصطلحا مصاحبا للأزمة العراقية وحسب بل ان المنطقة بأسرها بحاجة الى تسوية تاريخية تعمل على إنهاء كل مظاهر التوتر فيها حزمة واحدة مع قدر من التنازلات المؤلمة للأطراف الفاعلة عربيا واقليميا .

السيدات والسادة
مع اقتراب انعقاد القمة العربية في عمان فإن من المهم ان تعمل الدول الشقيقة على بلورة تصورات ومبادرات واضحة من شأنها تحسين وضع البيت العربي والإسراع في حسم قضاياه المختنقة بالجدل والتردد والعجز ، ونحن واثقون من قدرة القادة العرب على استجلاء هذه المشاكل وتفكيكها وتقديم الحلول الناجعة لها
اشكر حضوركم من جديد وأتمنى ان تدوم هذه اللقاءات لمزيد من التنسيق والتفاهم بما يخدم مصالح بلداننا واستقرارها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المكتب الاعلامي
لرئيس مجلس النواب العراقي
12/3/2017

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com