خلال رعايته كرنفالاً حول انتهاكات عصابات داعش الارهابية بحق اهالي نينوى وتضحيات القوات المسلحة في عمليات التحرير رئيس البرلمان يشيد ببطولات القوات الامنية التي حققت تقدماً نوعياً مهماً في معاركها ضد الارهاب
اكد رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري، ان تحديات اللحظة الاخيرة من المعركة باتت تواجهنا خصوصاً حين يشعر العدو باقتراب هزيمته من خلال عمليات الإعدام التي يمارسها على العزل والتجويع الممنهج الذي يوقع يوميا عشرات الضحايا من المدنيين للحيلولة دون نصرنا.
ولفت الى اهمية ان تغلّب حياة الانسان ووجوده على كل الاعتبارات، وان الحفاظ عليها هو النصر الحقيقي بعيدا عن مقاييس مسك الارض.
واضاف سيادته “لقد استطاعت قواتنا البطلة ان تحقق تقدما نوعيا مهما في معاركها ضد الارهاب وان تنتصر باحتراف ما جعل الارهاب يفقد قدرته على المحافظة على امكانياته”.
جاء ذلك خلال رعايته كرنفال كتلة تحالف القوى العراقية الخاص بانتهاكات عصابات داعش الارهابية بحق اهالي نينوى، وتضحيات القوات المسلحة العراقية في عمليات التحرير الذي اقيم اليوم السبت في مبنى مجلس النواب.
وقال رئيس البرلمان: لابد من اخذ مخاطر ما يجري للمحاصرين من المدنيين في الموصل بنظر الاعتبار والعمل بشكل جاد من قبل الجهات التنفيذية والقوات الأمنية في إيصال الأطعمة جوا وبالكميات الكافية على المناطق المحاصرة في أيمن الموصل، مشدداً على اهمية تجاوز فكرة المخاوف من وقوعها بيد الارهاب وإن ما سيصل منها للأهالي سيكفي لإنقاذ الجوعى من الرهائن المدنيين من الهلاك.
مطالباً الجهات التنفيدية بتحمل مسؤولياتها الوطنية والانسانية من اجل إنقاذ حياة المدنيين من الجوع في ارض المعركة، كما اكد على اهمية الانتهاء من صفحة الظلم التي فرضتها داعش ومن قبلها السياسات الخاطئة التي تسببت في دخول داعش وتهجير الملايين من المواطنين.
ورفض سيادته اي تجاوز تقوم به أي دولة يمس بالسيادة العراقية وينتهك حرمة حدود البلاد، كما رفض كل مظهر من مظاهر تواجد الحركات الإرهابية والجماعات المسلحة خارج نطاق القانون.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسْم الله الرحمن الرحيم
الذوات الاكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نلتقي اليوم وأمامنا مفصل مهم من تاريخ العراق حيث نوشك على الانتهاء من اخر فصول ظلامية الارهاب وبشاعته وإجرامه وطغيانه ، وتواجهنا تحديات اللحظة الاخيرة من المعركة حين يشعر العدو باقتراب هزيمته ويحاول وضع العراقيل للحيلولة دون نصرنا ، ويكشر عن أنيابه متجليا ذلك في عمليات الإعدام التي يمارسها على العزل والتجويع الممنهج الذي يوقع يوميا عشرات الضحايا من المدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ ، بعد ان ضاق ذرعا بقواتنا التي تحاصره من كل الاتجاهات ، وكل ذلك يدعونا جديا لدراسة الموقف وتقييمه وتحليله وفق معطيات المعركة وضروياتها وأولوياتها التي تغلّب حياة الانسان ووجوده على كل الاعتبارات وتعتبر الحفاظ عليها هو النصر الحقيقي بعيدا عن مقاييس مسك الارض والتقدم او الإبطاء فيه فهو نتيجة متحصلة عاجلا أو آجلا ان استطعنا ان نحفظ ارواح اهلنا وقواتنا في ايمن الموصل .
الحاضرون الكرام
لابد من اخذ مخاطر ما يجري للمحاصرين من المدنيين في الموصل بنظر الاعتبار والعمل ومنذ هذه اللحظة وبشكل جاد من قبل الجهات التنفيذية والقوات الأمنية على المباشرة في إيصال الأطعمة جوا وبالكميات الكافية على المناطق المحاصرة في أيمن الموصل وتجاوز فكرة المخاوف من وقوعها بيد الارهاب فإن ما سيصل منها للأهالي سيكفي لإنقاذ الجوعى من الرهائن المدنيين من الهلاك ، وما ستضع داعش يدها عليه فإن قواتنا البطلة قادرة وبعون الله ان تذيقهم الموت قبل ان يذوقوا لقمة منها ، والجهات التنفيدية تتحمل مسؤولية إنقاذ حياة المدنيين من الجوع في ارض المعركة وندعوها للمبادرة في تحمل مسؤولياتها الوطنية والإنسانية .
أيها الآخوة
لقد أثبتت الموصل أنها قادرة على صناعة الأمل من خلال مبادرة أهلها على اعادة الى الكثير من المرافق والأحياء في أيسر الموصل المحرر ، وقد لاحظنا وخلال زيارتنا في هذا الأسبوع للمناطق المحررة أن الأهلي يبادرون إلى تنظيف الشوارع وفتح المحلات التجارية رغم حجم الدمار الكبير الذي اصاب المدينة أملا بعودة الحياة إليها سريعا رغم قرب هذه المناطق من أرض المعركة ، وهذا يدل على الإرادة والعزيمة الكبيرة التي يتحلى بها الموصليون ، وحجم التعاون الكبير مع القوات الامنية المحررة هناك ، ونأمل أن يستمر هذا التعاون وهذه المبادرات من أهل الموصل من اجل الإسراع في عودة اهلها إليها ، والانتهاء من صفحة الظلم التي فرضتها داعش ومن قبلها السياسات الخاطئة التي تسببت في دخول داعش وتهجير الملايين من المواطنين العراقيين في عدة محافظات عراقية .
أيها الأخوة والأخوات
لقد كانا وما زلنا نتخذ موقفا ثابتا من قضية السيادة الوطنية في رفض اي تجاوز تقوم به أي دولة يمس بالسيادة العراقية وينتهك حرمة حدودنا كما ونرفض كل مظهر من مظاهر تواجد الحركات الإرهابية والجماعات المسلحة خارج نطاق القانون ، وان تستخدم الارض والأجواء العراقية لتصفية حسابات سياسية خارج الحدود تحت أي تبرير أو ذريعة ، فانتهاك السيادة لا يقل خطورة عن الإرهاب ، وقد قلنا سابقا أننا نتقبل أي دعم من أي دولة لمساندتنا في معركة الإرهاب وفق الأطر القانونية وعبر التنسيق مع الحكومة العراقية .
السيدات والسادة
لقد استطاعت قواتنا البطلة ان تحقق تقدما نوعيا مهما في معاركها ضد الارهاب وان تنتصر باحتراف ما جعل الارهاب يفقد قدرته على المحافظة على امكانياته فراح يتخبط هنا وهناك من اجل تحقيق انتصارات وهمية من خلال جرائمه الجبانة وآخرها تفجير الكرادة ليلة امس والذي أودى بحياة العديد من المدنيين ، ما يجعل مهمتنا في التصدي لهذا العدو المجرم مركبة من خلال مواجهته في ارض المعركة والتصدي لخططه الانتقامية في التفجير بالمدن واستهداف المواطنين في بغداد والمحافظات الامنة بأعمال جبانة في الاسواق والأماكن العامة وهو ما يتطلب جهدا نوعيا من قبل قوات الامن الداخلي والاستخبارات والمخابرات في رصد مخططات هذا العدو وإحباطها استباقيا وحماية المدنيين الامنين من إجرامه .
حفظ الله العراق والمجد للشهداء والعزة للوطن
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***
المكتب الاعلامي
لرئيس مجلس النواب العراقي
29/4/2017