نص كلمة رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري خلال مؤتمر (العراق: شباب وتعايش) الذي اقامته بعثة الامم المتحدة في العراق بالتعاون مع جمعية الامل العراقية

نص كلمة رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري خلال مؤتمر (العراق: شباب وتعايش) الذي اقامته بعثة الامم المتحدة في العراق بالتعاون مع جمعية الامل العراقية

‏بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة نائب الممثل الخاص للأمين العام للامم المتحدة في العراق السيد جورجي بوستن المحترم

‏السيدات والسادة رؤساء وأعضاء البعثات الدبلوماسية المحترمون

السيدات والسادة اصحاب المعالي والسماحة المحترمون

‏الحاضرون الكرام

‏ببالغ الحب والامتنان نقدر عاليا هذه الدعوة الكريمة بهذه المناسبة المهمة التي تبعث الأمل في نفوسنا وتوقد جذوة النجاح لغدنا المشرق بعون الله بعد أن مررنا بعديد الأزمات والمشاكل ‏وعشنا الظروف القاسية خلال السنوات الماضية حيث عانينا من الإرهاب وتداعياته ‏والخراب المادي والمعنوي الذي خلفته داعش المجرمة ومازالت تبعاته الى اليوم تنتظر منا الحلول الاستراتيجية ‏كيما نتخلص من نتائج الحرب الكارثية ، والتي من المهم ان تستدرك ‏وتعالج بشكل جذري بجهد جماعي شعبي وحكومي ‏وبروح المبادرة والاستعداد للصبر على متطلبات الحل التاريخي .

‏الحاضرون الكرام

‏إن الجهد النوعي الذي قدمته هذه الورش خلال هذه الفترة الوجيزة يشكل حلقة مهمة في سلسلة جهود تحقيق مشروع المصالحة الوطنية وترسيخ التعايش بين أبناء الشعب العراقي خصوصا أن الجهة القائمة عليه تمتلك تاريخا حافلا بالتجارب الطويلة والناجحة والاحترافية في هذه المهام الحساسة ، ‏فقد استطاعت مؤسسات الأمم المتحدة وخلال عملها في مناطق الصراع في العالم وعلى جميع الاصعدة الانسانية من إحراز النجاحات المتتالية ‏وإغتنام الكثير من فرص توطيد السلم الأهلي في هذه المناطق ، واليوم تقف مع العراقيين مشكورة من خلال أداء مهماتها الإنسانية لمساعدتهم على الخروج من الأزمة بأقل الخسائر .

‏السيدات والسادة

‏لقد كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن مشروع المصالح الوطنية في العراق وما زلنا نلاحظ أن المشروع يحتاج الى أن يتقدم أكثر في المجال الميداني التطبيقي بشكل فعال وحقيقي ‏، إذ ما يزال في طور التنظير والترويج والتسويق الإعلامي وهو أمر جيد ولكنه لا ينسجم مع الحاجة الفعلية والملحة والضرورية ولا مع الوقت المتبقي لنا خصوصا وأننا نغالب ونسابق الزمن والعدو في مخططاته الخطيرة فهو في كل مرة يسعى لتفتيت اللحمة ‏الوطنية و تمزيق وحدة البلد ، كما حصل من تفجيرات يوم أمس في البصرة وبغداد ما يؤكد استمرار داعش في سياستها لإرباكنا وتأجيج الشكوك بيننا ومحمولة ايقاد نار الفتنة التي يحبطها شعبنا العظيم في كل مرة .

‏أيها الجمع الكريم

‏لا شك أن الشباب يشكلون الركن الأساس في إنجاح مشروع المصالحة الوطنية لأنهم يمتلكون من الأدوات الفاعلة ما يؤهلهم لهذا الدور المهم ، ‏فهم القادة الحاليون وليس المستقبليون كما يحاول البعض ترويجه ، وهم صناع الأمل والحياة ‏وعليهم التعويل بعد الله في بناء حاضر العراق مستقبله ‏دون الاعتماد أو التعويل على ‏المشاريع الفاشلة التي دمرت العراق طوال السنوات الماضية ومنحت الفساد المساحة الفرصة لتجريد البلاد من خيراتها وتهجير العلماء والمفكرين والمثقفين والفنانين والأدباء من أبناء الوطن بحثا عن العيش بعد لن زهد بهم الوطن ولَم يكترث لهم في لحظة غفلة المخلصين وتمكن المفسدين ‏، حتى اقفر الوطن من طاقاته البشرية ‏المبدعة والمخلصة والتي تمثل الركيزة الأساس في مشروع النهضة والتنمية ، ‏وهنا اقولها وبكل صراحة : “ما لم تؤمنوا أيها الشباب والمثقفون بأنكم القادة الحقيقيون ‏وان دوركم لا ينتظر انتظارا بل ينتزع انتزاعا ، فإن العراق سيبقى دائرا حائرا في دوامة التكرار والفشل تلتهمه نيران الاٍرهاب والفساد”. ‏

‏الذوات الأكارم

‏ان مشروع التعايش السلمي الذي نسعى إليه لا يعني اننا نريد تحقيق السلم الأمني وحسب ، ‏فهو نتيجة حتمية وواقعية حاصلة دون جهد أو تخطيط وأستطيع ألقول وبكل ثقة : “أن العراقيين غير مستعدين لحمل السلاح على بعضهم البعض فهم لم يفعلوا ذلك مطلقا فيما مضى وما كان من احتراب في ايام التصعيد الطائفي كان بين جماعات كانت تُمارس استهداف المواطنين من هذا الطرف أو ذاك محاولة تعبئة وتحشيد الشارع لصالح أجنداتها وأفكارها وطموحاتها الإرهابية والسياسية ، ‏بل نسعى الى تحقيق التعايش الذي يعني التقبل والتفاهم والاندماج وحب التنوع الذي ينتج إيمان بالاخر ووجوده وتقبل لفكرته ” .

ختاما

‏اكرر شكري الجزيل ‏لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي ‏، ‏على جهودها الخيرة في الوقوف معنا وتحديدا لإقامتها هذه الورش الفعالة والقيمة والشكر موصول ‏لجمعية الأمل العراقية ولجنة المصالحة الوطنية في مجلس الوزراء على هذا الجهد الخير والنوعي ، ‏متمنين الاستمرار في تحقيق جوهر ملف المصالحة الوطنية والله يوفقكم لعملكم ويرعاكم.

العز للعراق الحر الموحد المستقل السيد

‏والمجد والرحمة والخلود لشهداء جبهات القتال وشهداء الغدر الداعشي الجبان في احداث البصرة وبغداد .

‏والأمن والاستقرار لشعب العراق الأبي البطل

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

***
المكتب الاعلامي
لرئيس مجلس النواب العراقي
20/5/2017


WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com