نص كلمة رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري خلال مؤتمر (تحالف القوى الوطنية العراقية)
بسم الله الرحمن الرحيم
((سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا ))
صدق الله العظيم
أيها الشعب العراقي العظيم في داخل العراق وخارجه
يا امهات الشهداء والمفقودين واهلهم وابناءهم
أيها النازحون والمهجرون والصابرون
أيها المواطنون من كل اطياف شعبنا الكريم على ارض هذا الوطن الغالي
يا أبناء قواتنا المسلحة المنتصرة البطلة ، لقد اثبتم إنكم الأجدر بالنصر الذي تحقق في الموصل وأنكم الأقدر على تجاوز الصعوبات والأخطار بفضل تكاتفكم وتعاونكم في مواجهة الظروف العصيبة التي مرت بكم وجهدنا ولقاؤنا هذا اليوم يؤكد هذه الحقيقة ، ويفتح أبواب آلامل للاستمرار بهذه الروح الوطنية المخلصة لتجاوز كل الاخطار والمصاعب معا بعزيمة واصرار ، وبفضل تضحياتكم وتضحيات ابناءنا الشجعان من ابناء الجيش والشرطة والمتطوعين الغيارى من مختلف محافظات العراق .
نحيي الدماء الزكية دماء الشهداء معين النصر والامل
نحيي امهات وزوجات وابناء وعوائل الشهداء
نحيي من عانى الارهاب في لحظات نزوح والم وفراق
تحية لكل ارادة تجلت لاهالي نينوى وهم يحتضنون ارضهم من جديد ويصرون على صناعة الحياة وازالة الركام ، تماما كما فعل الأنباريون وابناء صلاح الدين وديالى وكما هم ابناء كركوك وحزام بغداد ممن عانوا الامرين من احتلال ارضهم في المرحلة الماضية وذاقوا ماساة النزوح وتجرع مرارة العيش بقساوة الشتاء والصيف تاركين دواوينهم تشكو غربتهم ، فما لبثوا وبفضل تضحيات ابناء وطنهم من ابناء الجيش والشرطة والمتطوعين والبيشمركة وخصوصا منها تضحيات اهلنا في الوسط والجنوب ورعاية اقليم كودستان ودعمه للنازحين حتى يعود اهلنا من ابناء المناطق المحررة من جديد لإشعال مواقد الكرم ، وما هذه المبادرة الا تجسيد حي لحصاد السنين العجاف ، حصادا وطنيا صادقا مخلصا ، المواطن هو الزارع فيه ومشروعنا اليوم يعبر عن رغبة الجميع بالتفكير بصوت مرتفع مع كل العراقيين للبدء بصناعة مستقبل هذه المناطق .
ايها الشعب العراقي
صار من اللازم ان يؤمن الجميع بأسس وثوابت واجراءات واضحة تنقذ البلاد من أزمتها المتكررة وتراعي الثوابت الوطنية تأخذ بالاعتبار جملة مسائل :
الاستقرار لا يكون الا باستقرار المناطق التي تعرضت للارهاب وهذا منوط بأمور منها بناء الانسان ورفض الفكر المتطرف وأيضا بناء الارض والاعمار، واعادة النسيج الاجتماعي بمصالحة حقيقية وضمان حياة كريمة للمواطنين في تلك المناطق إبتداءا بعودتهم الناجزة مرورا بمساعدتهم في تخطي مرحلة انتقالية في برنامج الاستقرار بتوفير الامن وكف كل انواع الاذى التي قد يحاولها غاضبون أو غاصبون او مارقون او ارهابيون ممن لايؤمن بسيادة الدولة.
من المهم ان يتحمل ممثلوا المناطق المحررة مسؤولية المرحلة وان يتصدوا لمستحقاتها وخصوصا في ملفات اعادة الاعمار والاستقرار وعودة النازحين وتحرير ما تبقى ( الحويجة – غرب الانبار- وتلعفر )
ومن هنا انطلقت فكرة ان تكون هذه المبادرة وهذا الجمع بكل فعالياتها الشعبية والجماهيرية داخل العراق انطلاقا من بغداد ، ولاول مرة يجتمع الكل على هذا المسعى وستصدر بيانات اخرى من اربيل مؤيدة ومباركة لما نذهب اليه ، كل ذلك قطعا للشك والقلق ومنعا لاي تقول قد يعتري بعض الاخوة وقطعا للطريق على أي محاولات ارتهان للرأي والموقف السياسي .
نحن نحترم ونقدر التضحيات التي قدمها جميع العراقيين من شتى طوائفهم ومكوناتهم واعراقهم بهدف تحرير الارض والقضاء على الارهاب ، والتضحيات لازمة الوفاء والاعتبار وتعتبر في نهجنا ثابت العملية السياسية واحترامها واعتبارها أساسا في أي حوار ونقف ضد أي محاولة لتشويهها او المساس بها .
نرفض التجمعات الطائفية والفئوية ونمد يدنا للجميع لبناء مشروع وطني جامع يرسم مسار ما بعد داعش ويصحح أخطاء العملية السياسية والممارسات التي ولدت أحتقانا طائفيا أو قوميا تحقيقا للعدالة الاجتماعية.
نعلن ايماننا بالدولة كمرجعية دستورية وقانونية والمواطنة هي أساس البناء الصحيح ولايمكن التمييز بين المواطنين على أسس ضيقة.
ان هذا الجهد لا يعني بأي حال التعبئة السياسية ولا يقصد التكتل على أساس النوع او الجهة او الطائفة بل هو ترتيب الصف وتوحيد الرؤية و التضامن بين ابناء البلد الواحد لإيجاد حلول منطقية وواقعية لجغرافيا تعرضت لأعنف عملية إبادة وتدمير واستباحة في الدماء والأعراض والتاريخ والبنى التحتية ، وحين نلتقي ضمن هذا الإطار فإننا نلتقي بعنوان العراق تحت خيمته وفِي عاصمته وتحت ضمانات دستوره وحماية مؤسسة الدولة وضمن واجب رعايتها ودعمها ، ما دام الامر في سياق خدمة الوطن وفِي مسار الإصلاح ، وعلى الطريق السوي القانوني الواضح كوضوح الشمس في رابعة النهار .
ان هذه المبادرة ستكون خطوة جادة لها ما بعدها مِن الفعل الوطني الحقيقي ومزيدا من التنسيق السياسي البيني البيتي العراقي الداخلي وسيعمل بقوة لترميم الجدار الوطني وتضميد الجرح التاريخي الذي تركته داعش في جسد العراق والوقوف من جديد لإعادة العراق الى الركب الدولي بلدا قائدا متصدرا ان هذه المبادرة هي ملتقى جامع شامل سلمي لكل الجهات والشخصيات التي ينطبق عليها عنوان ” ممثلوا المناطق المحررة ” وممثلوا كل المحافظات المحبة لهم والمتعاونة من اجل عراق امن مستقر موحد يحقق العدل والمساواة لكافة أفراد شعبه الابي . وهم معنيون به ، وسيحدد موعد لإقامة الأنشطة الجماهيرية والشعبية بعد ان تزامنت مع احتفالات شعبنا بأسبوع النصر، وقد تم تأجيل الفعاليات تضامنا مع احتفالات شعبنا .
سيعمل تحالف القوى الوطنية العراقية وبالتعاون مع الحكومة والجهات التنفيذية الوطنية ذات العلاقة ومع المنظمات الدولية والدول الداعمة على إيجاد الحلول السريعة والحقيقية لمشكلة النزوح واعادة النازحين الى مناطقهم ليكونوا جزءا مهما وعاملا أساسيا في مشروع اعادة الإعمار .
نؤمن بدور المرأة والشباب في المجتمع وفِي كافة النواحي وسنعمل على ان يكون دورهم في المشاركة في وطن أمن مستقر يحقق تطلعات الجميع ومبدأ تكافؤ الفرص للجميع.
يا ابناء شعبنا العراقي
يكبر تحالف القوى ومن خلال مبادرته هذه دعم الجهات الحكومية والمنظمات الدولية وكل القوى الوطنية الخيرة المنطوية تحت احزاب او كتل مستقلة وكل ابناء الشعب من شتى مشاربهم انطلاقا من مبدا الثقة والاخوة وتعزيز الوحدة الوطنية ، ونشكر كل الجهود الخيرة المبذولة من هذه الشخصيات لانجاح هذا الجهد الوطني ، وكذلك جميع الدول الصديقة والشقيقة التي عبرت وتعبر عن دعمها لكل لقاء عراقي جامع يسهم في الاستقرار والتنمية وتحقيق السلم الاجتماعي .
اننا وقبل ان نختم نؤكد للجميع ممن اصروا على المضي قدما في مشاريعهم الخاصة وفي عقد مؤتمراتهم، اننا نحترم خياراتهم لكنه في نفس الوقت أبوابنا مفتوحة لكل من يريد ان ينضم لهذا التحالف لخدمة شعبه ووطنه. فتوحيد الصف وإيجاد اسس واحدة لأبناء شعبنا تكون قادرة على تحقيق تطلعاتهم وآمالهم مطلب جماهيري يَصْب في مصلحتهم
العز للعراق العظيم
والمجد والخلود للشهداء الابرار
والعافية والشفاء للجرحى
والامن والاستقرار للعراق وشعبه
والسلام والمحبة لكل دول العالم وشعوبها
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***
المكتب الاعلامي
لرئيس مجلس النواب العراقي
14/7/2017