رئيس مجلس النواب يدعو لحوار وطني شامل ينطلق من الثوابت الدستورية ويشمل جميع القضايا المختلف عليها

خلال كلمة في ذكرى تأسيس المجلس الاسلامي الاعلى

رئيس مجلس النواب يدعو لحوار وطني شامل ينطلق من الثوابت الدستورية ويشمل جميع القضايا المختلف عليها

 

اكد رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري، اليوم السبت، ان العراق يمر بظرف تاريخي ومفصل حرج غير مسبوق يتطلب من النخبة السياسية الرائدة جهدا من الحوار والتفاهم وعبورا للخطوط التي يراها البعض حمراء.

واضاف سيادته في كلمة القاها خلال احتفالية ذكرى تأسيس المجلس الاسلامي الاعلى “لقد استطعنا اليوم ان نؤسس لثقافة الوحدة من خلال شجاعتنا في الحسم وإقبالنا على تفكيك الملفات المفخخة بالحذر والتردد”.

واشار رئيس مجلس النواب ان ما انجزته قدرة العراق الفائقة من نصر عظيم يمثل فرصة للقاءنا ومواجهة الارهاب أكسبته مكانة بين دول العالم التي صارت تتعامل مع العراق المنتصر، ما اثمر دعما دوليا لنا في كل ما واجهنا من مشاكل وآخرها تلك التي هددت وحدة العراق.

وداعا سيادته جميع الاطراف الى فتح افاق حوار وطني شامل يركز على الثوابت الدستورية يشمل الجميع من مبدأ العدل والانصاف تأكيدا على الوحدة الوطنية.

 

وفي ما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سيادة الاخ الشيخ الدكتور همام حمودي المحترم

 

‏السيدات السادة النواب

 

السادة اصحاب المعالي والسعادة والسماحة

 

 

‏السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

في البداية نقدم التهنئة والتبريكات الى المجلس الإسلامي الأعلى مؤسسة وأفرادا وجماهيرا بمناسبة ذكرى التأسيس داعين الله عز وجل أن يسدد خطى الجميع لما فيه خير ديننا وبلدنا وامتنا.

 

‏واغتنم هذه الفرصة لإكبار المواقف الشجاعة لكل العاملين في حقل العمل الجماعي أحزابا ومؤسسات مدنية ورجال فكر من صناع الكلمة ، وقادة الرأي والنخب المؤثرة ، فقد انتظمت الجهات الفاعلة وعبر عقود من الزمن لأحداث هذا التغيير التاريخي الذي نقل العراق من عهد السلطة الى عهد الدولة ومن احتكار السياسة بيد المجموعة الواحدة الى التعددية الحزبية التي انخرط فيها الشباب وورثت فيها الأجيال العمل الحركي الفاعل وتداولت من خلاله الاحزاب قيادة المجتمع ومارس في ظلاله الشعب حقه الديمقراطي في الانتخاب والاختيار، ولست ادعي مثالية ما نعيشه اليوم بل هي الخطوة نحو التصحيح والبوصلة نحو الاصلاح في الاتجاه الذي يضمن الحراك نحو الدولة المدنية المأمولة والديمقراطية المنشودة .

 

ان مسيرة المجلس الاسلامي الأعلى من لحظة الفكرة والتنظيم التي أوقدها المؤسس سماحة أية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم والى يومنا هذا تؤكد حجم الترابط مع الفكرة والتفاعل معها حيث قدمت هذه المؤسسة خيرة رجالها ونساءها في طريق التأسيس والعمل النضالي الذي استمر عقودا من الغربة والجهد وتحمل الاذى والعنت ، حتى تحولت الى فعل ميداني قدم رجال دولة ومفكرين من الطراز الاول ، ورغم كل التحديات الخارجية والداخلية التي واجهت المجلس ، وهو أمر طبيعي في حياة الاحزاب والمنظمات فقد بقي السقف الفكري والإطار الجامع يحكم الحوار ، حتى أصبحت هذه المؤسسات ولودة قادرة على الانشطار الإيجابي الذي يصنع التنوع ويقدم الخيارات الميدانية التي ما زالت الى لحظتها مرتبطة بالفكرة الام والمفكر الأب .

 

الإخوة والاخوات

 

يمر العراق بظرف تاريخي ومفصل حرج غير مسبوق يتطلب من النخبة السياسية الرائدة جهدا من الحوار والتفاهم والاستثناء في الأدوات والأطر، وصبرا مضاعفا على بَعضنا واحتواءا فريدا يعبر المزاج والموقف الشخصي او الحزبي الى مصلحة البلد العليا وعبورا للخطوط التي يراها البعض حمراء والحقيقة ان الوقوف عندها والتصلب عليها هو الذي يجعل الموقف في دائرة الخطر، فلم يكن الجمود يوما ما وسيلة للحل او طريقا للتعايش او مسلكا لأهل الحكمة والرأي وقادة الفكر والفهم .

 

لقد استطعنا اليوم ان نؤسس لثقافة الوحدة من خلال شجاعتنا في الحسم وإقبالنا على تفكيك الملفات المفخخة بالحذر والتردد ونتمنى ان تكون هذه الجسارة في كل ما أعاق مسيرتنا دون تمييز بين قضية او اخرى فالكل يعلم ان الأزمات التي نمر بها هي محض نتائج لأسباب سبق تراكمها حين تركت دون حل وأهملت تعويلا على الزمن .

 

أصحاب السيادة والمعالي والسعادة والسماحة

 

ان ما انجزته قدرة العراق الفائقة من نصر عظيم يمثل فرصة للقاءنا ومواجهة الارهاب أكسبت العراق مكانة بين دول العالم التي صارت تتعامل مع العراق المنتصر ، ما اثمر دعما دوليا لنا في كل ما واجهنا من مشاكل وآخرها تلك التي هددت وحدة العراق فكان ان وقف العالم موقفا فريدا وغير مسبوق في رفضه لكل الاجراءات التي من شأنها ان تهدد امننا ووحدتنا ولعل مبدا الحل ينطلق من فتح افاق حوار وطني شامل يركز على الثوابت الدستورية ولا يتجاوز مساهمة الجميع ومن مبدأ العدل والانصاف تأكيدا على الوحدة الوطنية.

 

اكرر شكري وتقديري لهذه الدعوة الكريمة وتهنئتي للاخوة في المجلس الاسلامي بهذه المناسبة الكريمة داعيا الله ان يوفقهم لخدمة دينهم ووطنهم

 

حفظ الله العراق واهله

والمجد للشهداء

والعز للعراق

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

***

المكتب الاعلامي

لرئيس مجلس النواب العراقي

21/10/2017


WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com