نص كلمة النائب الاول لرئيس مجلس النواب الشيخ د. همام حمودي خلال افتتاح اعمال مؤتمر الباقرين الدولي ..

 

بِسْم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على صفوة خلقه وسيد انبيائه محمد واهل بيته الطيبين الطاهرين ، واصحابه المنتجبين
السلام على بقية الله في ارضه وحجته على عباده

اصحاب الفخامة والسيادة والسماحة والمعالي
اخواني العلماء الفضلاء اخواتي الكريمات .. ضيوفنا الأعزاء ..

نعتزَ بحضوركم جميعاً من خارج العراق وداخله ، من العلماء والأساتذة والمفكرين والكتاب ورجال السياسة ، ووجوه المجتمع من شيوخ عشائر وكبار موظفين ومحبي الشهيدين الباقرين ..

نرحب بكم … ونعتبره وفاءاً منا جميعا لهذين العَلَمين، وردّاً لجميل جهودهم وجهادهم وتضحياتهم … ووفاءً لمسيرتهم الوهاجة.

الرجلان الباقران .. موضعَ احتفائنا ..كانا في مشروع واحد… جنباً الى جنب ومن بداية تعارفهما وصحبتهما ورفقتهما ولم يفترقا.. وكانت العلاقة بينهما أعمق من علاقة استاذ برفيق..ومريد لشيخ..

ان عمق المحبة والترابط والاندماج بينهما نجدهُ عبر الكلمات والمواقف..

فالشهيد الحكيم العضد المفدى للشهيد الصدر واعز الناس اليه وسنده الوحيد ، والشهيد الصدر الاستاذ الملهم والمبدع لتلميذه ورفيقه الشهيد الحكيم .

وكانا واحداً في مواجهةِ الهموم والتحديات ، وواحداً في الآمالِ والطموحِ ومتكامِلَيْنِ في الاداءِ وتنفيذ المهمات، ويبقى كلٌّ له خصوصيتهُ وميزاتهُ وحيثيته، فهذا استاذٌوهذا ابن المرجعية العليا ومشاورها الخاص ..

وهذا المرجع وذاك العَلَم الشجاع والحريص والحصن الذي يؤوى اليه.
واجها سويةً محاولات إبعاد الأمة عن هويتِها وتاريخِها ودينِها وفلسَفَتِها فبادرَ الاستاذُ ومعهُ عَضُدَهُ المفدى لمواجهة هذا التحدي بملحمةٍ فكريةٍ فلسفية وحركةٍ اجتماعيةٍ ثقافية لتمسّك الامه بمبادئها والاعتزاز بهويتها …. ونجحا في ذلك مع مُرِيدِيهم واصحابِهم…وتلامِذَتِهم .

وقررا سويةً في الوقوف بقوةٍ خلفَ مرجعيتهم متمثلة بالإمام الحكيم الذي انبرى في مواجهة طغيان البعث في آواخر الستينيات عندما أراد البعثُ استعباد الأمة … وكان قرار الامام الحكيم ومن خلفِهِ الرجلان ووقفَ أمام البعثِ قبل ان يستفحل الطغيان .

وكانا سويةً في دعم قضية المسلمين والعرب الاولى فلسطين العزيزة ، وناضلا سويةً بالحفاظ على خصوصية أتباعِ اهلِ البيتِ وحمايةِ شعائِرِهم الحسينية وحَوزَتِهم الدينية ، فواجها حَمَلات البعث الصدامي بشجاعةٍ…فسجن منهم من سجن وقُتل منهم من قُتل في انتفاضة صفر المباركة من عام 1977.

وبعد وفاة الامام الحكيم رضوان الله تعالى عليه وفي مواجهة المحنةِ التي حلّت بالشعبِ العراقي وحوزَتِهِ الدينية ، وقرار البعث في تصفيتها ،وابعادِوجوهِهِا ، وفي تضعيف حوزة النجف ومحاولةِ الهيمنة عليها … فكان الموقف هو الاصرارُ والقبضُ على الجمر وتحمل الصعاب .

وكان العَلَمان من ابصرِ الرجالِ في خصوصية الساحة العراقيةِ ومعادلاتها وعُقدِها، فعملا بحِنكةٍ ودقةٍ وحكمةٍ في استنهاض كلِّ الشعب .. بكل الوانهِ ومكوناته لمواجهةِ طغيان البعثِ واستبداده عندما كان القرار في التصدي والمواجهة بعد ان وجد الشعبُ طريقَهُ وهديَهُ في انتصار الثورة الاسلامية بقيادة الامام الخميني ضد شاه العمالة والطغيان .

وفرّقَ بينهما الاجل بالشهادةِ المفجعة والخسارة الكبيرة في شهادة الامام الصدر واخته المظلومة بنت الهدى ،وهنا قرّر العضد المفدى في ان يكون فداء لشعب وفداءً لمنهج ووفاءًلاستاذ … ورفع لواء الصدر تأكيدا على المسار الواحد والهدف الواحد والثأر للمبادئ.. لواء الصدر ولواء الشهادةالتي ميّزت طبيعةَ المواجهةِ الداميةِ والصعبة والتي استمرّت ربع قرن بعد شهادة الامام الصدر .

وبقى الشهيد الحكيم ووفق رؤيةٍ فقهيةٍ وفلسفيةٍ وتجربةٍ عميقةٍ وناجحةٍ ووعيٍ بالأوضاع والظروف الحساسة، وحِرصٍ شديد على مصالح الشعب وحقيقةِ مدرسة اهل البيت وحوزتها العتيده .. في قيادة شعبٍ وسط الغامِ الاحتلال وبقايا تجربة الاستعباد البعثي وخبثه، وفي تعددية واسعه لشعب مكبوت .

رسم شهيدنا الحكيم رؤيةً لمستقبلِ العراق ، ولطبيعة الحكم فيه وعلى اساسٍ دستورٍ حَفِظَ فيه حرية الاختيار للشعب في تحديد نظامِهِ و رجالِهِ.. وحماية التعددية فيه .. و تعزيز هويتِهِ وانتماءِهِ و استقلالِهِ و اقتداره على اساسٍ من العدالة و الاسلام .

وكان العدو منتبهآ لاهمية مكانة ودور شهيدنا الحكيم ، وحاقداًعلى على الامة والشعب الذي احبه واحترمه ، فكما خطف منّا الصدر في وقت احتياج الثورة لقائدٍ موجه ، اختطف منا الحكيم في وقت بناء دولة الحرية والعدالة والدستور .

وهكذا كان القدرُ….بأن يجمع بين الباقرين في تطلعاتهم ومسارهم ومآلهم ، ويكفي فخراً لهم ان الشعبَ بل الامة كانت وفيّةً لهم محبةً صادقة فاعلةً في احياء ذكرهم و استلهام دروسهم و تعزيز مبانيهم .

فكانا كما وصف الباري عزّ وجل (( أُولئِكَ الذين هَدَى اللهُ ، فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ )) صدق الله العلي العظيم

فالسلام عليهما يوم ولدا ويوم بذلا علماً وصبراً ودماءً زاكية ، ويوم يبعثا مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

و في الختام ونحن نعيش مرحلة ما بعد الانتصار الكبير الذي تحقق بفضل الفتوى المباركة للمرجعية العليا المتمثلة في الأمام السيستاني حفظه الله تعالى و بفضل دماء و عطايا أبناء المرجعية والسائرين على هذا الشهيدين الباقريين وباقي مراجعنا الشهداء نقول يجب أن تكون مرحلة ما بعد الانتصار تختلف تماما عما قبلها من حيث الأداء الحكومي ‏و طريقة تشكيل الحكومة و الحراك السياسي والبرلماني والحراك الاجتماعي و بما يتناسب مع عظمة الانتصار وموقع العراق وخصوصية وكبر الاهداف التي رسمها لنا الشهيدين الباقرين وينتظر من ابنائهم كما أبدعوا في ميادين الجهاد والقتال و بذلوا اقصى الجهود في الحفاظ على وحدة العراق وسيادته بكرامة .

ان ارواح الشهيدين الكبيرين وارواح الشهداء الذي ضحوا من العراق ينتظرون من اخوانهم ان يبدعوا في ميادين البناء والإعمار ومواجهة الفاسدين والساعين لافشال تجربة العراق الجديد عراق الكرامة والاقتدار و العدالة اللهم أننا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام واهله وتذل بها النفاق واهله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 


WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com