خلال رعايته حفلا لتكريم عوائل الشهداء…رئيس البرلمان يؤكد ان الاوان قد حان ليتحمل اصحاب المسؤولية كامل المسؤولية وان يكشفوا عن الأسقف الزمنية والخطط الإصلاحية الواضحة لحل الازمات في البلد

 

اكد رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري، اليوم الاحد، ان تحرير الموصل خطوة حقيقية باتجاه النصر الناجز على الارهاب وهي خطوة مهمة وجوهرية وحاسمة في طريق صناعة الحياة للعراق الحر المستقر المستقل.

واضاف سيادته خلال الاحتفالية التي اقامتها لجنة الامن والدفاع النيابية لتكريم عوائل شهداء النصر “لقد خَلَّفت لنا السنوات الثلاث المنصرمة تركة ثقيلة وصعبة وهناك بنى تحتية هلك بعضها بسبب الحرب وأخرى متهالكة بسبب السنين”.

واكد رئيس البرلمان ان الاوان قد حان ليتحمل اصحاب المسؤولية كامل المسؤولية وان يكشفوا عن الأسقف الزمنية والخطط الإصلاحية الواضحة والمحددة بعيدا عن لغة الإنشاء والوعود.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحاضرون الكرام

فخامة السيد رئيس الجمهورية المحترم

دولة السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم

السيدات والسادة النواب

السادة اصحاب المعالي والسعادة والسماحة

السيدات والسادة الذوات الاكارم كل حسب مقامه وبمسماه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ها نحن اليوم نلتقي لنحتفل بالموصل وهي في حظن الوطن من جديد ونحتفي بالشهداء وهم في مقامهم العلي ، ونلتقي لنقدم آيات الشكر والعرفان والامتنان لمن تغبرت وجوههم الشريفة بتراب الارض وهم يدافعون عن حياض العراق وتاريخه وحاضره ومستقبله .

لقد كان تحرير الموصل خطوة حقيقية باتجاه النصر الناجز على الارهاب وهي خطوة مهمة وجوهرية وحاسمة في طريق صناعة الحياة للعراق الحر المستقر المستقل ، غير ان هذا النصر يتطلب الادامة والاستمرار والعمل الجاد مرحلة بعد مرحلة ، فالقضاء على الارهاب لا يتم بالسلاح وحسب بل هو منظومة حل متكاملة تتعامل مع الأسباب قبل النتائج مبتدأة بالإعلام والتعليم مرورا بالعدالة الاجتماعية وانتهاءا بالحوار الوطني العميق والصريح الذي يفضي بدوره الى نشوء ثقافة التصالح والسلم والتعايش .

الحاضرون الكرام

لقد تعاقبت الأجيال على هذا الوطن وهو يئن من جراح الصراعات والموت وحمامات الدم التي أنتجتها الانقلابات والمعارك التي أُقحم بها هذا الوطن بالنيابة عن تجار السلاح ومافيات الحروب ، ومازالت الكثير من الخطوات غير المدروسة السابقة تؤدي ذات المهمة من الخراب بأشكال وأنماط متعددة ، وهنا اتسائل وبصراحة ،، هل نملك الشجاعة الكافية لنقد أنفسنا ومراجعة أداءنا ، وهل نحن قادرون على الاعتراف بالإخفاقات التي تسببت بما نحن فيه اليوم من أزمة .

السيدات والسادة

لقد خَلَّفت لنا السنوات الثلاث المنصرمة تركة ثقيلة وصعبة ،، وهنا علينا ان نتذكر ولا ننسى ان هناك الآلاف من الوحدات السكنية التي سُويت بالارض بسبب الحرب والتي كانت تؤوي مئات الآلاف من سكان المناطق التي سيطر عليها الارهاب يوما ما او ما زال يسيطر ،،، وان هناك بنى تحتية هلك بعضها بسبب الحرب وأخرى متهالكة بسبب السنين ،، فهل هناك من خطة واضحة لإعادتها ،، وهل يكفي ان نقول اننا غير قادرين على فعل هذا الامر او ذاك بسبب ظروفنا المادية وأن على المواطن ان ينتظر الى ان تتمكن الدولة من تقديم الخدمات الضرورية ؟؟؟

اعتقد ان الجواب الصريح ان الشعب لا يمكنه تقبل هذه الاعذار وانه غير معني بالتعاطف معنا ، في وقت ينهش فيه الفساد بجسد الدولة بل بجسد المواطن ويشرب من دمه .

الحاضرون الكرام

دعونا نتحدث اليوم دون مراعاة أو اعتبار الا لمصلحة المواطن والوطن ، فقد آن الاوان ان يتحمل اصحاب المسؤولية كامل المسؤولية وان يكشفوا عن الأسقف الزمنية والخطط الإصلاحية الواضحة والمحددة ، بعيدا عن لغة الإنشاء والوعود ، وإلا فإن على الجهات الرقابية أن لا تقف مكتوفة الايدي ازاء هذا التأجيل وأن تتصرف بكامل المسؤولية التي أولاها لها الدستور في المحاسبة بعد المراقبة ، دون ان يكون للبعد السياسي دخل او تأثير على قرار هذه السلطة ، ومن هذا المنطلق فإن مجلس النواب اليوم أكبر قدرة وأصلب إرادة من اي وقت مضى ، في المضي في طريق التاشير والتصويب على الجهود المتأخرة ،،، والمباركة والمساندة لتلك التي بذلت على الوجه الصحيح .

الآخوة والاخوات الاكارم

لقد حان الوقت أن تُطلِق جميع موسسات الدولة ومعها المجتمع المدني بشتى تكويناته كل حسب اختصاصه ووظيفته (( حملة وطنية شاملة لإزالة اثار مرحلة الارهاب )) وان تُدَشَّن هذه الحملة بإنصاف ذوي الشهداء الأبطال الغيارى الاكرم منا ، وان يكون حجم الدعم مقاربا ولا اقول موازيا لإن ( الجود بالنفس أقصى غاية الجود ) اقول : ان يكون هذا الدعم ينسجم وحجم التضحية التي قدمها الشهيد والتي قدمها ذووه ، ثم يبرز بعد ذلك وفِي ذات الأهمية والحاجة والحراجة ملف إعادة النازحين الى منازلهم بأسرع وقت مع الأخذ بنظر الاعتبار الاحتياطات الأمنية التي لا تتقاطع مع البعد الإنساني في التقليل من مأساة هؤلاء المواطنين العالقين في مخيمات النزوح في ظروف مأساوية صعبة .

المؤتمرون الكرام

في هذه اللحظة التاريخية الفاصلة يستعد العراق للعودة القوية لأداء دوره كفاعل دولي مهم بعد ان أشغلته الملفات الداخلية التي فرضتها المرحلة والمتمثّلة بملف تجذير العملية السياسية وحمايتها وملف مواجهة الارهاب اللذان أخذا منه الوقت والجهد الكبير ، وهو مع هذه الرغبة غير مستعد لان يكون طرفا في خنادق الصراع الإقليمية والدولية ، وغير مستعد مطلقا ان يقبل دور التابع ، فهو رأس نفيضة التاريخ والحضارة الانسانية والمتمرس الفذ في منصة القيادة الاممية ، ومن هذا المنطلق فهو اليوم في كامل جهوزيته للتواصل مع العالم كلاعب مؤثر قوي مقتدر يعرف ماذا يريد وماذا يجب ان يفعل ، ويحترم سيادة الدول والجيران ويرفض التدخل بشأنه والمساس بسيادته من اي طرف او جهة وبأي شكل أو صيغة ، ويدرك ضرورة تاكيد هويته المستقلة ويكِنُّ كامل الاحترام للمشتركات القومية والدينية والتاريخية والإنسانية التي تربطه بالإقليم والعالم ويعمل على ادامتها بالقدر الذي يحقق الهدف في تبادل المصالح وتبني المواقف التي تليق بِه ، ،،، وبهذه المناسبة فإننا نؤكد وبقوة وقوفنا المبدأي مع شعبنا الفلسطيني الشقيق وحكومته دعما لقدسية المسجد الأقصى والمقدسات المسيحية التي تتعرض هذه الايام لأبشع عمليات الانتهاك من قبل الكيان الصهيوني الغاصب .

سيبقى العراق قويا منتصرا بعون الله وستستمر انتصاراتنا متلاحقة على الارهاب بفضل تكاتف شعبنا خلف قواته البطلة من ابناء الجيش والشرطة وقوات مكافحة الارهاب والحشد الشعبي والعشائري وقوات البيشمركة ، وعما قريب بعون الله سنرى انتصاراتنا تتوالى في الحويجة وتلفعر والشرقاط والمناطق الغربية وكل بقعة تنتظر ان تتطهر من رجس داعش المجرمة

المجد والنصر والعز للعراق وشعبه

والرحمة والخلود للشهداء

والعافية والشفاء للجرحى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

***
المكتب الاعلامي
لرئيس مجلس النواب العراقي
23/7/2017


WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com