خلال رعايته ندوة حوارية للكوادر التعليمية… رئيس البرلمان : بناء مؤسسات الدولة على قواعد علمية ومهنية واحترافية يتم من خلال تقديم ذوي الخبرة واستثمار الطاقات ‏الوطنية  

 

اكد رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري ضرورة العمل على إنقاذ واقع التعليم في العراق وإعادته إلى منصة الريادة على مستوى المنطقة والعالم كما كان سابقا ، ‏واستثمارا للخبرات المتفردة التي يتحلى بها العراقيون رغم الظروف الصعبة والتحديات الخطيرة التي تعرض لها البلاد.

واضاف سيادته خلال رعايته لندوة حوارية تحت شعار((الكوادر التعليمية وعصر المعرفة )) التي عقدت في العاصمة بغداد “نطمح الى واقع تعليمي استثنائي من خلال العمل المشترك بين جميع المؤسسات المعنية ‏وإسناد المهام التي تفرضها خطة العمل لكل ‏المؤسسات ذات العلاقة الرسمية منها والشعبية والمدنية”.

واشار رئيس مجلس النواب الى أن بناء مؤسسات الدولة على قواعد علمية ومهنية واحترافية يتم من خلال تقديم ذوي الخبرة واستثمار الطاقات ‏الوطنية هو بداية الحل للمشاكل المتراكمة التي اضرت بجميع قطاعات التنمية في البلاد وفي مقدمتها التعليم.

ودعا رئيس البرلمان المؤسسات التنفيذية أن تقوم بواجبها وان تعمل على إعداد خطة واضحة من خلال حملة وطنية شاملة للنهوض بالتعليم في العراق وتخصيص الموازنة الكافية ‏شأنهما شأن موازنة الحرب فنحن نخوض المعركة على محورين اولهما الإرهاب وثانيهما الجهل.

 

وفيما يلي نص كلمة الرئيس مجلس النواب

 

‏ بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة والأخوات الأفاضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنها لفرصة مهمة أن نلتقي هذه النخبة الخيرة المبدعة من أبناء العراق ، ‏للتداول في شؤون التعليم ومستقبله ‏والعمل معا على إيجاد الحلول الواقعية لمشاكل هذا القطاع الهام والحيوي ، ‏ودراسة واقعيه بعمق ‏من خلال رؤية أهل الاختصاص ، ‏لإيجاد فرصة للتوأمة بين الجهود التشريعية التي يقوم بها مجلس النواب والطموح الذي يرسمه التدريس في العراق ‏، ‏وقد بذلت لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب العراقي وخلال الفترة الماضية جهودا مضنية في هذا المجال وتم إقرار العديد من القوانين والتعديلات على قوانين اخرى قدمت خدمة مهمة للعمل التربوي والتعليمي من خلال وزارتي التربية والتعليم العالي.

الحاضرون الكرام

نطمح الى واقع تعليمي استثنائي من خلال العمل المشترك بيننا ‏وإسناد المهام التي تفرضها خطة العمل لكل ‏المؤسسات ذات العلاقة الرسمية منها والشعبية والمدنية ، ‏رغبة في إنقاذ واقع التعليم وإعادته إلى منصة الريادة على مستوى المنطقة والعالم كما كان سابقا ، ‏واستثمارا للخبرات المتفردة التي يتحلى بها العراقيون والتي تجاوزت كل اشكال العطاء باتجاه الإبداع رغم الظروف الصعبة والتحديات الخطيرة التي مرت بالوطن خلال السنوات الماضية وفي مقدمتها تحدي الإرهاب ، ‏والتي كان لها أبلغ الأثر في محاولة إعاقة حركة التعليم في العراق من أن يكون في موقع مرموق يليق باسم هذا الوطن ، ‏فنتج عن ذلك ترد واضح في جودة التعليم ابتداءا بالمقدمات اللوجستية التي هي من وظيفة ومهمة الدولة مرورا بقدرات التدرسيين وانتهاءا ‏بالمنتج التعليمي الذي تحدده كفاءة الطلبة الذين تخرجهم المؤسسات التعليمية

الآخوة والاخوات

حين نحمي القانون نحتمي به ، ولا سبيل لنا غير دولة المؤسسات والحكم الرشيد وهي التي تستطيع جمعنا بعيدا عن الانتماءات الطائفية والقومية الضيقة  ، ‏ومن هنا فإننا نرى أن بناء مؤسسات الدولة على قواعد علمية ومهنية واحترافية من خلال تقديم ذوي الخبرة واستثمار الطاقات ‏الوطنية هو بداية الحل لمشاكلنا المتراكمة ، ‏وقد تسببت المحسوبية والفساد بكوارث نوعية اضرت بجميع قطاعات التنمية في البلاد وفي مقدمتها التعليم ، حيث أدى سوء ادارة هذا المفصل الحيوي والخطير الى تراجع كبير في مستوى التصنيف العالمي في جودة التعليم ، ‏بعد أن كانت مدارسنا وجامعاتنا يضرب بها المثل في التقدم والتطور والتي أنتجت بدورها اجيالا من الخبراء والعلماء الذين انتشروا في شتى أصقاع الأرض تنتفع بهم الأمم ويحرم العراق من خيرهم وعلمهم و معرفتهم ‏بسبب الهجرة المتعاقبة التي حدثت في مراحل الحرب والحصار والإرهاب

‏الأخوة والاخوات التدريسيون والتربويون

‏لقد أثبت أبناؤنا أنهم بحجم هويتهم الوطنية التي يحملونها حين يواجه المصاعب ‏وادوا امتحاناتهم ‏في ظروف قاسية ‏مع ضعف الخدمات المتاحة في مراكز الامتحانات وانقطاع التيار الكهربائي ، وشضف العيش بل واجتهد طلابنا من سكان المخيمات والمناطق المحررة حديثا في ان يزاحموا اخوانهم من الطلبة الذين يعيشون في ظروف مستقرة على المواقع المتقدمة ، وحققوا مالم يحققه نظرائهم في المراحل الدراسية ، فلهم منا كل الاحترام والتقدير والافتخار ، والفخر موصول لابناء الشهداء وعوائلهم الذين تحدوا حزن القلوب ودمع العيون وصابروا وثابروا حتى حصلوا على ما يستحقون من نجاح بعد ان كتب ذووهم من الشهداء بنياشين الفخر شهادة اكبر ونجاحا أعظم في الاختبار الأكثر ضراوة وهم يواجهون في خنادق الشرف الارهاب الهمجي الداعشي للدفاع عن حاضر العراق في الوقت الذي يصنع ابناؤهم بأقلامهم مستقبله.

السيدات والسادة

‏من المعلوم أن الدول تستمد بقاءها وديمومتها من حصونها التي تتمترس خلفها ومن أهم تلك الحصون هي التعليم ، ‏حيث استطاعت تلك الشعوب والامم التي خاضت تجارب مشابهة لما يمر بنا اليوم بعد مرحلة الحرب من أن تحمل نفسها وتنفض عنها غبار الدمار بتنشئة جيل واع مثقف قادر على حمل الراية والعمل من أجل تحقيق النهضة والتنمية ضمن أسس وضوابط حضارية ومتقدمة ‏وهذا ما نطمح له ونخطط لاجله من خلالكم أنتم ، ‏وكلنا ثقة بقدرتكم على تحمل هذه المسؤولية ‏وحماية ‏هذا الحصن الحصين ، ‏و أن الإرادة النظرية وحدها لا تكفي ‏بل يستلزم على المؤسسات التنفيذية أن تقوم بواجبها وان تعمل على إعداد خطة واضحة من خلال حملة وطنية شاملة للنهوض بالتعليم في العراق وتخصيص الموازنة الكافية ‏شأنهما شأن موازنة الحرب فنحن نخوض المعركة على محورين اولهما الإرهاب وثانيهما الجهل.

‏اشكر حضوركم الكريم وتمنياتى لكم بالتوفيق والنجاح وأعدكم إن ‏مجلس النواب ‏وقدر تعلق الأمر به في الجانبين التشريعي والرقابي سيعمل جاهدا من أجل الارتقاء بواقع التعليم في العراق انطلاقا من ايمانه بهذه الضرورة الملحة ، ‏وتمنياتى لكم بالتوفيق والنجاح الدائم

‏العز للعراق والمجد للشهداء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

***

المكتب الاعلامي

لرئيس مجلس النواب العراقي

8/8/2017


WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com