نص كلمة السيد الامين العام للامم المتحدة

السيد رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري
السادة اعضاء مجلس النواب العراقي
فخامة الحضور
سيداتي وسادتي : السلام عليكم اخواتي واخواني
انه لشرف عظيم ان اكون مرة ثانية هنا في العراق مهد الحضارات وهذه المرة مع السيد جيم يونغ كيم رئيس البنك الدولي والسيد احمد المدني رئيس البنك الاسلامي للتنمية.
شكرا جزيلا على استقبالكم الحار ، شكرا جزيلا
انه لشرف عظيم لي شخصيا ورسميا بصفتي الامين العام للامم المتحدة ان اتحدث اليكم الى نواب الشعب العظيم شعب العراق.
سيداتي وسادتي اود ان ابدا اولا بان اقدم تعازي الحارة لكل العراقيين وخاصة عوائل واصدقاء اولئك الذين لقوا حتفهم في ملعب كرة القدم يوم امس في منطقة الاسكندرية جنوب بغداد الارهاب لايستثني احدا انه يستهدف المدنيين في حكم زمان ومكان ويريد ان يقتل اكبر عدد ممكن امس كان هناك متفرجون وحضور في ملعب كرة قدم قبلها كان عشرات من المدنيين ينتظرون في السيطرة الامنية وكان هناك استهداف ايضا
سيداتي وسادتي اعضاء مجلس النواب انها المرة الثانية التي ازور فيها العراق بصفتي الامين العام للامم المتحدة في الاعوام العشرة السابقة شاهدت العراق باوقات صعبة العراقيون يعيشون حياتهم في ضل النزاع وهذه الظروف صعبة بالنسبة لهم لذا يجب بكل ماعلينا لنظمن الجيل القادم يتطلع لمستقبل اكثر اشراقا

ان هناك ما يقرب من عشرين ألف مدني قتلوا من يناير 2014 إلى ديسمبر 2015 وحده. وشرد أكثر من ثلاثة ملايين عراقي من ديارهم، وعشرة ملايين بحاجة لمساعدة إنسانية عاجلة. وجعلت المتطرفين العنيفين الذين قد ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وحتى الإبادة الجماعية، مما عمق عدم الاستقرار وانعدام الأمن.

طوال هذه السنوات العشر، لقد شاهدت بعيني الروح التي لا تقهر وصمود الشعب العراقي.
إن الأمم المتحدة تقف مع العراقيين، في كل خطوة من الرحلة نحو السلام والاستقرار والازدهار.

السيد رئيس المجلس،
السادة أعضاء مجلس النواب،

بعد ظهور داعش في جميع أنحاء شمال وغرب العراق، نشهد الآن تقدما مشجعا على الأرض. وقد تم تحرير مساحات كبيرة من العراق، بما في ذلك الرمادي. ونشيد بشجاعة قوات الأمن العراقية، البيشمركة، الحشد الشعبي والمقاتلين القبليين الذي يثير الإعجاب. فداعش تفقد جاذبيتها للمجتمعات المحلية في العراق.

ان الكثير من العراقيين، على حد سواء المقاتلين والمدنيين، قدموا تضحيات كبيرة و خسائر مأساوية للوصول إلى هذه النقطة. وأود أن أعرب عن خالص التعازي لعائلاتهم وأصدقائهم وزملائهم.

وأود أيضا أن أشيد في هذا البرلمان ودوره في استقرار العراق وبناء السلام في المستقبل و منذ زيارتي الأخيرة، كنت قد أيدت القانون المهم بميزانية 2016 والتشريعات الهامة الأخرى.
وعلى الرغم من المكاسب التي تحققت، يواصل العراقيون لمواجهة التحديات القاسية فداعش هو عدو مصمم أن تتكيف مع استراتيجيتها لإحداث أكبر قدر من الضرر والإرهاب. واستهدفت الهجمات المروعة الأخيرة في الجنازات، والأسواق وأماكن العبادة في بغداد، المقدادية ومدينة الصدر بشكل واضح إلى تقويض وحدة الشعب العراقي.
السيد رئيس المجلس،
السادة البرلمانيون،

لن يهزم داعش بالوسائل العسكرية وحدها كونها اكتسبت قوة من خلال استغلال الانقسامات والتظلمات وبمناشدة الناس الذين شعروا بالتهميش والمحرومين ويمكن للعراقيين فقط الفوز بمكافحة داعش من خلال معالجة هذه القضايا من جذورها.

أولا، أنا أدعو جميع القادة السياسيين هنا اليوم لمواصلة جهودكم نحو واحدة رؤية موحدة لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق.

ويجب أن تستند هذه الرؤية على الوحدة والتوافق وتلبية طموحات جميع أبناء الشعب العراقي. وينبغي أن تشمل قادة النساء والشباب والأقليات، وممثلين عن جميع الطوائف. وتشمل الإصلاحات التشريعية الرئيسية، بما في ذلك قانون المساءلة والعدالة وقانون العفو العام المقترح وإنشاء الحرس الوطني.
ان روح التوافق يجب أن تمتد إلى التأكد من أن الفروع التنفيذية والتشريعية بما في ذلك عمل الكتل النيابية ان تعمل معا بشكل وثيق لدعم رئيس الوزراء الذي يعمل على تطبيق الإصلاحات اللازمة لمعالجة الأزمات المتعددة التي تواجهها.

ثانيا أحثكم على ان تكون مواجهة داعش وجميع العمليات الأمنية الأخرى تستند بقوة على القانون الدولي وحقوق الإنسان بشكل خاص، والقانون الإنساني. وهناك تقارير عن استمرار الاعتقالات التعسفية والقتل وتدمير الممتلكات في المناطق المحررة، ومحاولات لمنع النازحين، بما في ذلك الأقليات العرقية والدينية، من العودة إلى ديارهم ومما يشجعني أن رئيس الوزراء قد أعرب عن قلقه واتخذ إجراءات بهذا الشان.

ثالثا، اثرت المعركة ضد داعش على الموارد كثيرا على الخدمات بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية التي لم تعد قادرة على الانتظار فتلبية احتياجات التنمية البشرية أمر أساسي للسلام والأمن في العراق و الإصلاحات الاقتصادية وتدابير مكافحة الفساد وتنويع الاقتصاد سيساعد على توليد فرص العمل، والشروع في مشاريع الاستثمار وتقديم الخدمات التي تعتبر حيوية لاستقرار العراق.

الرئيس كيم وأنا هنا لأؤكد لكم دعم المجتمع الدولي لهذه البرامج والأمم المتحدة والبنك الدولي شركائكم في هذه الرحلة.

رابعا أحثكم على تركيز جهودك على استعادة الدولة والسلطة المحلية، وسيادة القانون والحكم الرشيد وتقديم الخدمات إلى المناطق المحررة من داعش في أسرع وقت ممكن و هو أفضل وسيلة للتأكد من اعادة النازحين بسبب النزاع، بما في ذلك الأقليات والجماعات العرقية، والعودة طواعية وبشكل سلمي، لتحقيق خطة عودة 900 الف شخص إلى مواطنهم الأصلية هذا العام.

قدمت الأمم المتحدة مساعدة لتحقيق الاستقرار في تكريت و الدور والمساعدة في وضع شروط للعودة الطوعية لمئات الآلاف من الناس في المناطق المحررة حديثا من داعش وتقدم الأمم المتحدة الدعم الإنساني لملايين العراقيين كل شهر، وعرضت تقديم الدعم التقني لإزالة الألغام وغيرها من المتفجرات. سنواصل كل هذا العمل، تحت قيادة الحكومة العراقية.
خامسا، أدعوكم جميعا إلى مواصلة الحوار والشراكة على هذه القضايا الرئيسية مع نظرائك في جميع أنحاء البلاد وبخاصة في إقليم كردستان. وسوف أؤكد هذا عندما أزور أربيل في وقت لاحق اليوم على بغداد واربيل متابعة الجهود الأمنية المشتركة الناجحة ضد داعش مع الحوار حول التعاون الاقتصادى والطاقة وتقاسم العائدات.
ان تضمين هذه النقاط الخمس الرئيسية تم في خطة العمل لمنع التطرف العنيف التي قدمت إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق هذا العام وتستند الخطة على نهج عملي وشامل للتصدي لدوافع التطرف العنيف كما يضع قدما أكثر من 70 توصيات لاتخاذ إجراءات متضافرة على المستويات العالمية والإقليمية والوطنية.

وأحث العراقيين ليصبحوا قادة في شراكة عالمية لمكافحة هذه الآفة.

السيد الرئيس،
السادة البرلمانيون،

لا توجد دولة يمكن أن تواجه هذه التحديات الهائلة وحدهاو أدعو الدول المجاورة للعراق والشركاء الإقليميين والمجتمع الدولي الأوسع لتقديم دعمها الكامل لمعركة العراق ضد داعش واعادة الاعمار والاستقرار.

أحث جميع العراقيين للمشاركة والتعاون في هذا البلد الرائع مع بعضها البعض، لما فيه خير للجميع. وأسأل كل عراقي – وبشكل خاص الممثلين المنتخبين للشعب العراقي – لأخذ المسؤولية في حماية مستقبل بلدكم وإنهاء المحسوبية والفساد الذي يمكن أن يؤدي إلا إلى سنوات أخرى من البؤس.

أضمن لكم أني سأستمر في العمل من أجل السلام والاستقرار والازدهار في العراق حتى آخر يوم لي بمنصبي.
وآمل وأعتقد أنه مع دعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي،سوف نرى أفضل الأوقات ويجب على العراق أن يفي بوعده لتصبح قوة اقتصادية وثقافية في قلب هذه المنطقة على الرغم من التحديات الحالية، والمستقبل يحتاج إلى العمل الدؤوب، من الشعب العراقي الطيب.

أنا واثق من أن العراق سوف يتعافى ويحقق الانتصار ان شاء الله.


WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com