رئيس البرلمان يؤكد على وحدة أراضي نينوى ومركزية القرار الوطني بشأنها ويرفض تدخل الجهات الخارجية تحت أي عنوان او حجة وان كان ضمن إطار الإعمار

خلال رعايته مؤتمر قادمون يا نينوى للبناء والاعمار دعا رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري، اليوم الاربعاء، على ضرورة التأكيد على وحدة أراضي نينوى ومركزية القرار الوطني بشأنها وعدم السماح لأي جهات خارجية بالتدخل في شأنها تحت أي عنوان او حجة حتى وان كان ضمن إطار الإعمار.

جاء ذلك خلال رعايته لاعمال مؤتمر قادمون يا نينوى للبناء والاعمار، بحضور اعضاء مجلس النواب عن المحافظة، واعضاء حكومتها المحلية، بالإضافة الى الوزراء المختصين ورؤساء اللجان النيابية ذات الصلة.

واكد سيادته في كلمة القاها خلال المؤتمر “على اهمية ان تتشكل خطة الإعمار والبناء وإعادة الحياة الى نينوى وفق جدول زمني محدد وعاجل ومن خلال مراحل واضحة ومعلنة تضع المواطن في صورة ما يجري حتى يكون هو ايضا قادراً على تحديد أولوياته في الحياة”.

وحول الازمة الاقتصادية قال “ان العراق يمر بظروف اقتصادية صعبة ولذا يجب التركيز على الضروريات التي لابد منها والتي تقع ضمن الممكن والواقعي”، مطالباً “حكومة نينوى بالسعي لإيجاد بدائل استثنائية من خلال تنشيط القطاع الخاص والتفاهم مع الشركات الكبرى القادرة على تمويل الإعمار من خلال الاستثمار”.

واشار الرئيس الجبوري الى ان “مرحلة الإعمار وإعادة الحياة هي جزء لا يتجزا من المعركة بكل تفصيلاتها”، مشدداً على ضرورة تحرك الحكومة دوليا للحصول على منح إضافية من المجتمع الدولي.

وعن دور البرلمان تحدث سيادته، قائلاً: ان مجلس النواب سيقف جنبا الى جنب مع كل جهد مبارك تسعى له الجهات التنفيذية بما في ذلك التشريعات والقرارات اللازمة له، مؤكداً في الوقت ذاته على اهمية ان ياخذ أهل نينوى على كاهلهم الكثير من الجهد والمسؤولية في اعادة إعمار مدينتهم.

وفيما يلي نص الكلمة:

بِسْم الله الرحمن الرحيم

السيدات والسادة الحضور

انه لمن دواعي السرور والتفاؤل أن يلتقي النخبة من علية القوم واصحاب الشأن وصناع القرار والمكلفون بالمسؤولية العامة لينعقد الامل من جديد بعودة نينوى الى حضن الوطن ، عامرة قوية فاعلة كما كانت دائما ، مستندة في ذلك الى إرثها الغزير العتيد وإصرارها العنيد في مواجهة التحديات ونوائب الدهر وصروفه عبر تاريخ حافل بالإرادة والاصرار على الحياة ومواجهة الظروف الصعبة والنكبات والحروب وشتى انواع الحصار والغزوات التي استهدفت الموصل خلال مئات الأعوام من المتغيرات ، وما يزال الى الان وجهها ناصعا وجبينها مرتفعا ورأسها شامخا واهلها أهل عز وكرم ، ذلك انها مثوى نبي الله يونس ومن بعده قوافل الصالحين والربانيين من كل الأديان والاعراق ، وهي مرتع صبا الشعراء والاُدباء.

اليوم نلتقي هنا حكومة محلية ومركزية ومجلس نواب وقوى سياسية وقيادات مجتمعية لنتداول بتركيز ضروريات صناعة الحياة في نينوى المحررة ونينوى التي تنتظر التحرير ، ولنتفق عمليا على الخطوات اللازمة بعد هذا اللقاء وما تحمله المسؤولية الى كل فرد منا ومؤسسة وجهة من خلال توزيع الأدوار كل حسب اختصاصه وقدراته وصلاحياته ، فأهلنا المحررون في الموصل ينتظرون منا الكثير ، ومن هذا فإننا نرى ان تتشكل خطة الإعمار والبناء وإعادة الحياة الى نينوى وفق جدول زمني محدد وعاجل ومن خلال مراحل واضحة ومعلنة تضع المواطن في صورة ما يجري وما سيجري حتى يكون هو ايضا قادرًا على تحديد أولوياته في الحياة ، ولأجل كل ذلك أودّ التوقف عند جملة من النقاط التي احسبها جوهرية في هذا الاتجاه تاركا لذوي الاختصاص التنفيذي دورهم وما يرونه مناسبا لكتابة خطة اعادة إعمار نينوى وعلى النحو التالي :

1- ليعلم الجميع ان مرحلة الإعمار وإعادة الحياة هي جزء لا يتجزا من المعركة بكل تفصيلاتها وان كل طرقة حجز على حجر تساوي في المنظور المنطقي إطلاقة مقاتل فالبناء يواجه الهدم والتخريب وشاقول المهندس كبندقية المقاتل وعرق الإعمار نزيف من نوع اخر يصنع الحياة .

2- يدرك الجميع ان العراق يمر بظروف اقتصادية صعبة وان موازنة الدولة لم تعد كما كانت يوم كانت أسعار النفط مرتفعة ، وأننا نقف اليوم امام مستحقات تمويل المعركة ، ولذا يجب ان يكون ذلك حاضرا في اذهاننا جميعا وان يكون التركيز على الضروريات التي لابد منها والتي تقع ضمن الممكن والواقعي .

3- والحاقا بما سبق من ضعف التمويل المركزي لمرحلة البناء فإن حكومة نينوى مطالبة بالسعي لإيجاد بدائل استثنائية من خلال تنشيط القطاع الخاص والتفاهم مع الشركات الكبرى القادرة على تمويل الإعمار من خلال الاستثمار

4- نعتقد ان الوزارات في بغداد لديها قدرات ومقدرات وخبرات كفيلة بسد الكثير من احتياجات فعاليات الإعمار الضرورية من خلال تأهيل بعض المنشآت العامة بجهد وطني ذاتي ، مع عشمنا الكبير أنها ستبذل قصارى امكانياتها بهذا الاتجاه ولن تألوا جهدا لدعم المشاريع الضرورية في نينوى .

5- نعتقد ان الحكومة مطالبة بالتحرك دوليا للحصول على منح إضافية من المجتمع الدولي من خلال العمل على عقد مؤتمر دولي خاص بإعمار الموصل وبالتنسيق مع المنظمات الدولية ذات الصِّلة والدول التي تعهدت بدعم الإعمار في العراق .

6- ان اهم معالم الإعمار الحقيقية هي تشييد البناء الاجتماعي من جديد وإعادة ترميم ما خربه الارهاب في بنية التلاحم ، ونعتقد ان استكمال هذه المرحلة ضروري ولازم للبدء بمرحلة الإعمار ، فلا معنى لإعادة بناء الجدران بوجود شروخ موجعة في جدار الأخوة والسلم الاجتماعي والتنوع ، وهذا يقع على كاهل المؤسسات التربوية والدينية والثقافية والمجتمعية والعشائرية ومنظمات المجتمع المدني .

7- ان مجلس النواب سيقف جنبا الى جنب مع كل جهد مبارك تسعى له الجهات التنفيذية بما في ذلك التشريعات والقرارات اللازمة له ، ومن هذا الموقع فإني ادعو لجان المجلس المختصة الموازية للوزارات ذات الصِّلة بالمتابعة المباشرة بشكل متواصل لإنجاز هذه الخطة مراقبتها وتسديدها وفق الواجب الدستوري والقانوني .

8- سيتم عقد جلسات مشتركة بين لجان المجلس والجهات التنفيذية المركزية والمحلية ولكن ليس في بغداد في المرة القادمة ولكن في نينوى نفسها وقريبا جدا ليكون الجميع في ارض الحدث وعن قرب من اجل الإشراف المباشر على سير عملية الإعمار .

9- اقولها وبكل وضوح وصراحة ان ملف نينوى ملف تنفيذي ولن نسمح لأي بعد سياسي أو شخصي بالتدخل في هذا المشروع الوطني الكبير ، ولن يكون وسيلة دعائية او انتخابية لأي طرف او جهة او حزب ، فهو يتعلق بحياة الناس ووجودهم ، ولابد من التأكيد في هذا المناسبة على وحدة أراضي نينوى ومركزية القرار الوطني بشأنها وعدم السماح لأي جهات خارجية بالتدخل في شأنها تحت أي عنوان او حجة حتى وان كان ضمن إطار الإعمار ، الا من خلال التنسيق مع المركز وبموافقته .

10- واخيراً .. يقع على كاهل أهل نينوى الكثير من الجهد والمسؤولية في اعادة إعمار مدينتهم من خلال اليد العاملة المحلية وتكاتف الجهود وتسخير الحملات الشعبية لإنجاز بعض المهام الممكنة والتعاون في سبيل عودة جميع اَهلها اليها وتنحية كل الخلافات الجانبية وتغليب المصلحة العامة على الخاصة .

وفقكم الله وسدد خطاكم وتمنياتي لمؤتمركم هذا بالنجاح والتسديد وأكرر ترحابي بكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 
المكتب الاعلامي
لرئيس مجلس النواب العراقي
8/2/2017