بيان لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد السيد محمد باقر الصدر واخته العلوية الطاهرة (رض)

بسم الله الرحمن الرحيم
(( وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ))
صدق الله العلي العظيم
تطل علينا الايام القريبة الذكرى السنوية لإستشهاد السيد المرجع والفيلسوف الشهيد آية الله العظمى محمد باقر الصدر، وأخته العلوية العالمة الشهيدة بنت الهدى (آمنة الصدر) رضوان الله عليهما .
وبهذه المناسبة نرفع آيات الحزن والعزاء إلى العالم الإسلامي ومراجعنا العظام وكل من سار على درب الشهيد السيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية الطاهرة بنت الهدى ( قدس الله سرهما الشريف.
ان كل من عاش وعاصر السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) يستطيع أن يدرك بسهولة أن التضحية حالة متجذرة في أعماق روحه الزكية بعد أن روى شجرة الإسلام بدمه الطاهر وسجل أبهى صور التضحية والفداء من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض، ومقارعة زمرة البعث العفن وعصابات الجريمة والقتل الجماعي في عراق المقدسات.
يعجز القلم واللسان عن بيان صفات هذا الشهيد العظيم، كما حارت عقول العلماء في وصف اعلميته فلقد كان عبقرياً لم يعرف عالمنا المعاصر نظيراً له في عقله الكبير وشخصيته العملاقة.وإن القلم ليتعثر ويقف حائراً في بيان صفاته وسجاياه الأخلاقية وقد عرف الشهيد الصدر بتفوقه العلمي في حقول عديدة، وكانت أفكاره ونظرياته رائدة في الابداع والاقناع، إذ أنّ له آراء فريدة في الفقه والاُصول والتفسير والفلسفة والاقتصاد والمنطق.واستطاع بعبقريته ونبوغه أن يقدم أجوبة شافية لأسئلة مجتمعه، وتشهد كتاباته ومؤلفاته الفريدة بما قدمه الشهيد السعيد من خدمات كبرى للإسلام والمسلمين قبيل كتبه فلسفتنا واقتصادنا والاسس المنطقية للاستقراء .
وا نطلق الشهيد الصدر في جهاده السياسي من قاعدة تستند إلى رؤية فقهية وسياسية  عميقة وبعيدة جداً، ومن خلال  هذه الرؤية جاء نشاطه السياسي وبسبب وجود شخصية بهذا الثقل والتفكير ـ مع ما يتّمتع به من تأييد شعبي وجماهيري ـ وبالخصوص بين المثقفين وطلبة الجامعات  – شَعَر النظام البعثي والاستكبار العالمي بخطورة هذا الرمز الكبير ، فحصلت تغييرات جوهرية وخطيرة في الجهاز الحاكم في العراق واستراتيجية المواجهة مع الحركة الإسلامية المتنامية في العراق. وفي نفس الوقت قام الشهيد الصدر بخطوته الجريئة في اعلانه بدء الصراع الشامل ضد النظام البعثي، ولم تفتّ في عضده الاعتقالات التي تعرض لها، بل زادته تصميماً في المضي قدماً من أجل انقاذ العراق من عصابة البعث الاجرامية ليقدم دمه الطاهر قربانا للاسلام والعراق حيث قال (رض ) ((ياشعبي وشعب آبائي وأجدادي أؤمن بأن استشهاد هؤلاء العلماء واستشهاد خيرة شبابك الطاهرين وأبنائك الغيارى تحت سياط العفالقة، لن يزيدك إلاّ صموداً وتصميماً على المضي في هذا الطريق حتى الشهادة أو النصر،وأنا أعلن لكم يا أبنائي بأني صممت على الشهادة ولعل هذا هو آخر ما تسمعونه منّي، وأن أبواب الجنّة قد فتحت لتستقبل قوافل الشهداء حتى يكتب الله لكم النصر. وما ألذّ الشهادة التي قال عنها رسول الله «ص» أنهاحسنة لا تضر معها سيئة والشهيد بشهادته يغسل كل ذنوبه مهما بلغت )).
واليوم تسطر قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية وحشدنا الشعبي االانتصارات الكبيرة بالقضاء على زمر داعش الارهابية التي هي الوجه الثاني للبعث المقبور حيث استلهم ابطالنا روح التضحية والشجاعة والفداء من سيرة اولئك الابطال الذين خلدهم التاريخ ومنهم شهيدنا الصدر ،و لنستذكر هنا بعض كلماته لنستلهم منها روح الوحدة الوطنية والتضحية والتي نحن بامس الحاجة اليها في وقتنا الحاضر ونحن نواجه الارهاب الاعمى حيث قال ( رض ) ( وإني منذ عرفت وجودي ومسؤوليتي في هذه الأمة بذلت هذا الوجود من أجل الشيعي والسني على السواء، ومن أجل العربي والكردي على السواء، حين دافعت عن الرسالة التي توحدهم جميعاً وعن العقيدة التي تضمهم جميعاً، ولم أعش بفكري وكياني إلا للإسلام طريق الخلاص وهدف الجميع فأنا معك يا أخي وولدي السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعي، أنا معكما بقدر ما أنتم مع الإسلام وبقدر ما تحملون من هذا المشعل العظيم لإنقاذ العراق من كابوس التسلط والذل والإضطهاد.))
 لقد جاهد السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه) حتى نال وسام الشهادة الرفيع على نهج أجداده الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين). فسلام عليك يا أبا جعفر يوم ولدت وسلام عليك يوم استشهدت وسلام عليك يوم تبعث حياً وأسكنك الله في أعلى علين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً… والفاتحة على روحه الطاهرة وارواح شهداء العراق 


WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com