رئيس مجلس النواب خلال لقاءه بعدد من سفراء الدول العربية والاسلامية يؤكد اهمية التعاون من اجل القضاء على الارهاب

اكد رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري خلال لقاءه بعدد من سفراء الدول العربية والاسلامية على دعوة افطار اقامتها السفارة العراقية في تركيا ،اكد على اهمية الحوار في حل المشاكل بين بعض الاشقاء من خلال الحوار الصريح وضرورة التعاون من اجل القضاء على الارهاب الذي اصبح افه تفت في عضد الامة العربية والاسلامية.

وفي ما يلي نص الكلمة التي القاها سيادته خلال اللقاء:-

بسم الله الرحمن الرحيم

ايها الاشقاء والاصدقاء الاعزة

يطيب لي في هذا المساء الرمضاني ان احييكم اصالة عن نفسي ونيابة عن شعب العراق وممثلي سلطته التشريعية المنتخبة، وان اتمنى لشعوبكم الشقيقة والصديقة دوام الاستقرار والسلام والرخاء ، وان تكون ايام رمضان الفضيل الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، مناسبة لتوكيد معاني التسامح والمحبة والتعارف والعلاقات الانسانية الايجابية البناءة التي عرف بها الاسلام المحمدي الشريف وحث عليها من اجل مجتمع انساني خال من البغضاء والكراهية والعدوان والحروب وسفك الدماء التي حرمها الله جل وتبارك في علاه.

لعلكم تشاطرونني القلق ايها الاشقاء والاصدقاء مما تمور به منطقتنا من منعطفات سياسية حادة ، تداخل في صنعها عاملان، داخلي تجلى في القطيعة الشديدة بين بعض الانظمة وشعوبها مما احدث انزياحا عنيفا يكاد يدفع بالمنطقة الى اتون حرب لا تحمد نتائجها ، وخارجي تجلى في المشاريع المعلنة والمضمرة لبعض القوى الدولية ، وفي ما بين العاملين ، كانت شعوبنا ولم تزل، تدفع من دمائها الكثير ومن ثرواتها الكثير ، وتواجه مستقبلا يكاد يكون مجهولا.

وما كان لهذا الامر ان يحدث ، لو ان دول المنطقة جنحت الى الحوار المفضي الى السلام ولو بشق الانفس، فمهما كان الحوار صعبا وعنيفا ومهما طال زمنه الا انه اهون من ساعة حرب وويلاتها وفجائعها، وما كان لهذا الامر ان يكون، لو ان دولنا رأت الرشد في النصيحة منهجا اجدى بدل التدخل بالشؤون الداخلية لبعض دولنا، ولو انها كفت يدها عن تأليب بعضنا على بعضنا، واصرت على ان تكون بوابات كل ازمة عبر مفاتيح الحوار المذيب للعصبية والعزة بالاثم وركوب الرأس، وعلى ان يكون حل كل ازمة عربية او اسلامية عبر البيت العربي والاسلامي.

ما احوجنا اليوم ايها الاشقاء والاصدقاء الى ان نخرج من دائرة الارتياب والارتياب المضاد، والكيد والكيد المضاد، والندية السياسية السلبية المؤججة للبغضاء والدافعة نحو هاويات التعصب الجاهلي، وما احوجنا الى ان نتجادل بالتي هي احسن، بدل ان نتجادل بترسانات الاسلحة التي لو قدر لاموالها ان تصرف على جياعنا ومشردينا وفقرائنا لما بقي جائع ومشرد وفقير، ولشاع في الناس سلام عميم وخير اعم، ولانقشعت عن سماواتنا غيوم الحقد الاسود.

ايها الاشقاء والاصدقاء

لقد مثلت التجربة العراقية بكل صفحاتها وصورها وتداخل خنادقها وتضاد عناصرها ، نموذجا لما يراد ان تصير اليه المنطقة، حيث الشد الطائفي المريض القائم على هرطقات التاريخ واكاذيب المؤرخين ووعاظ السلاطين، وبلوغ هذا الشد حدا عنيفا اريقت خلاله الدماء البريئة الطهور، واستبيحت الحرمات، وكاد العراق ان يمضي الى هاوية سحيقة، لعل تقسيمه الى كانتونات طائفية هزيلة تتقاتل في ما بينها نيابة عن الاخر المتربص والطامع، لولا اصرار ابناء العراق، على ان يضعوا سكة ديمقراطية لبناء دولة مؤسسات دستورية، تخرج المواطن من عنق هويته الطائفية، الى فضاء هويته الوطنية، ورغم التضحيات الجمة التي رافقت هذا الاصرار، فقد اثبت الحوار انه الوسيلة الامثل للخروج من الرؤية الواحدة الضيقة، وانه السبيل الاجدى للخلاص من المأزق الذي تجلت بعض صفحاته بالاستقواء بالاخر.

وبسبب الحوار، والاصرار على وحدة العراق ارضا وشعبا وسماء وماء، والتمسك بشعيرة المواطنة العراقية، تحقق ما رأيتموه من تطهير واسع لارض العراق من دنس الارهاب الظلامي الجاهلي المتوحش. وها نحن قاب وثبتين او ادنى من القضاء النهائي على الوجود المسلح للارهاب، لنتوجه بعدها الى معركتين مفصليتين هما معركة القضاء على الفكر الارهابي وتمظهراته واساليبه ومدارسه، ومعركة اعادة البناء للمدن التي لم يبق الارهاب فيها حجرا على حجر ولا طيرا على شجر ، وهد معالمها التاريخية وشواخصها الحضارية وكاد يرتكب ابادة شاملة للوطن العراقي.

ان ما يحز في النفس، ان البعض من الاشقاء والاصدقاء لا يعتبر من التجربة العراقية، ولا يقرأها قراءة حقيقية منصفة، وظل متشبثا برؤيته الاحادية، في معالجة اية ازمة لاتلبث ان تنبجس عن ازمة اخرى، وكأن منطقتنا صارت مفقسا للازمات وسوقا لتصريف اسلحة العالم المنتج الاسلحة، بشكليها المحرم وغير المحرم دوليا، ولذلك فاننا في الوقت الذي ننأى فيه عن التدخل في شؤون اي صديق او شقيق، وفقا لدستور جمهورية العراق، فاننا ندعو الى مؤتمر عربي اسلامي يكون هدفه الاسمى تفكيك الازمات في العالمين العربي والاسلامي وتصفيرها تماما كي تعود منطقة بوابة لسلام العالم وأمنه وليست بوابة لحرب كونية محتملة، فليس بالتهديد والوعيد وترسانات الاسلحة يصنع السلام الانساني.

وفي الختام، اكرر ثانية، تحيات شعب العراق لشعوبكم الشقيقة والصديقة وتمنياته بمزيد من التطور والرخاء والسلام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

***
المكتب الاعلامي
لرئيس مجلس النواب العراقي
16/6/2017


WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com