رئيس البرلمان يؤكد خلال حفل اقامه وزير الخارجية اهمية استمرار العراق في توطيد علاقاته الاقليمية والدولية وعودته بقوة الى المنظومة العربية

اكد رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري اهمية استمرار العراق في توطيد علاقاته الاقليمية والدولية، وعودته بقوة الى المنظومة العربية، جاء ذلك خلال حفل اقامه،اليوم السبت، وزير الخارجية السيد ابراهيم الجعفري وبحضور عدد من السادة الوزراء واعضاء مجلس النواب وجرى خلال اللقاء بحث مستجدات المشهد العراقي والتطورات على الساحة الاقليمية.

واضاف سيادته ان مرحلة ما بعد داعش يمكن ان تتيح للعراق فرص اكبر في تحقيق مصالحه مع الدول الاخرى وهذا ما نعول عليه كثيرا في تعزيز الامن والاستقرار ودفع عجلة الاقتصاد نحو الامام، لافتا الى ان مجلس النواب داعم اساسي لهذا الملف.

واكد رئيس البرلمان انه بعد كل ما ‏تحقق من انتصارات عظيمة على أيدي قوات العراقية في معركة الشرف والكرامة ضد الإرهاب فإننا إزاء ‏واجب التفكير والتخطيط للمرحلة القادمة والاستعداد لاستحقاقاتها الوطنية والتأهب لارتدادات مرحلة ما بعد الحرب ‏والعمل معا على ردم الفجوة الدامية ‏التي أحدثها هذه الجماعة الارهابية وتأهيل سكان المناطق المنكوبة ‏للاندماج في الحياة والتخلص مخلفات الحقبة السوداء الماضية .

وفي ما يلي نص الكلمة التي القاها سيادته خلال اللقاء:-

بسم الله الرحمن الرحيم

دولة السيد الدكتور إبراهيم الجعفري

الحاضرون الكرام كل بمقامه وموقعه وعنوانه

السلام عليكم ورحمة الله

وبركاته

‏في البدء يسعدني أن أقدم شكري الجزيل ومن معي من الأخوة في تحالف القوى العراقية والشخصيات الحاضرة الى الأخ الدكتور الجعفري على هذه الدعوة الكريمة في هذه الأيام المباركة راجيا أن يكون هذا اللقاء بذرة خير ، وحوار ‏مودة وحب وإخاء ‏وحرص على العراق ومستقبله ، ‏والدعاء متواصل أن يحفظ الله وحدتنا وأخوتنا وتكاتفنا وبلدنا وأن يتقبل طاعاتكم وعباداتكم وأن يجعل هذا الشهر الكريم سبب خير لعهد ومرحلة جديدة ملؤها الامل والتفاؤل التعاون والثقة .

الأخوة الأكارم

بعد كل ما ‏تحقق من انتصارات عظيمة على أيدي قواتنا البطلة في معركة الشرف والكرامة ضد الإرهاب فإننا إزاء ‏واجب التفكير والتخطيط للمرحلة القادمة والاستعداد لاستحقاقاتها الوطنية والتأهب لارتدادات مرحلة ما بعد الحرب ‏والعمل معا على ردم الفجوة الدامية ‏التي أحدثها هذه الجماعة الارهابية وترميم الخدوش التي أصابت الجدار الوطني ‏وتأهيل سكان المناطق المنكوبة ‏للاندماج في الحياة الجديدة والتخلص من أدران ومخلفات وعوالق الحقبة السوداء ،

‏وكل ذلك لن يكون إلا من خلال اداء سياسي واقتصادي واجتماعي وفكري وديني وثقافي نوعي ومحترف ومركز ، ‏والذي نعتقد جازمين بأن سكان هذه المناطق وممثلوها هم الاولى بتحمل هذه المسؤولية والأكثر قدرة على إدارة هذا الملف بعد أن أدت البندقية الشريفة واجبها ودورها في تحرير هذه المناطق ‏في لحظة تاريخية عظيمة ستبقى شامخة وشاخصة ‏للعيان حين توثق حقيقة شجاعة العراقيين بكل طوائفهم و مكوناتهم وقومياتهم في الوقوف أمام الإرهاب وتقديم التضحيات ‏الكبيرة للحفاظ على ‏سيادة الدولة ومستقبلها من الانهيار .

السيدات والسادة

‏وددت أن استثمر هذا اللقاء الذي يقع من الخصوصية الزمانية والمكانية موقعا يستحق عنوان الامتياز ‏ويفسح المجال في ظل هذه الأجواء في أن يكون الحديث صريحا واضحا وعمليا وأخويا في ذات الوقت ، سيما ان تنوع الحاضرين وأهمية دورهم ومواقعهم يشكل الفرصة المطلوبة للتفاعل والتعاطي مع ما سيدور الحديث عنه في هذه الأمسية الرمضانية المباركة تحت دافع المبادرة والايجابية التي تليق بهذا الجمع الخير ، ومن هنا فإنني أجدني قادرًا دون قلق وراغبا دون تردد على الحديث بدون حواجز او توريات لغوية ،

فأقول وبالله التوفيق اننا في تحالف القوى العراقية قد توكلنا على الله وعزمنا امرنا في تبني مشروع وطني واضح ينطلق من بغداد روحا وفكرة ويؤمن بالعملية السياسية كمبدأ ثابت ويسعى لإصلاح أعطابها مع الشركاء ضمن إطار الدستور والقانون وفِي ظل ما يستوعبه النظام الديمقراطي ويسمح به من تعدد الآراء والأفكار وتنوعها حتى وان كانت في صيغة المعارضة السلمية الإيجابية الفاعلة التي تؤمن بالدولة وتعارض الحكومة او تختلف معها .

نعم أيها الأخوة

صار من اللازم ان نبقي تراكمات وأعباء الامس خلف ظهورنا الا من الدرس والعبرة وان نفتح صفحة جديدة تُنهي فكرة المعارضة من خلف الحدود والارتهان للمصالح الخارجية اضافة الى قساوة الاغتراب للمخلصين من ابناء الوطن ممن لا يجدون أنفسهم في صف السلطة في هذه اللحظة ويرون ان وجودهم في صف المعارضة سيعمل على حماية الديمقراطية ، فقد عانت الطبقة السياسية في مرحلة من المراحل من عنت ومشقة العمل المعارض في الخارج وضاعت إعمار المناضلين والساعين للحرية والإصلاح آنذاك خلف الحدود بعيدا عن وطنهم ،

ولذا فإننا مدعوون وخصوصا أولائك الذين خاضوا منا هذه التجربة المريرة من الغربة في زمن الديكتاتورية ان يعملوا على تقبل تواجد من يعارضهم ويعارضنا في بغداد ضمن إطار الدستور والقانون ‏وان تمارس الأحزاب والشخصيات التي تريد لعب هذا الدور نشاطها من الداخل باستثناء مِن استثنى الدستور ، والترحيب بمن يريد مراجعة موقفه من ‏العملية السياسية أو يرغب في الانخراط بها والمشاركة في الانتخابات وفق القوانين السارية ودعم هذا التوجه من قبل الدولة ومؤسساتها كيما تكون الخطوة العملية الأولى في مشروع التسوية التاريخية والمصالحة الوطنية .

دولة الأخ السيد الجعفري

الحاضرون الكرام

‏ومن كل ما سبق فإننا في تحالف القوى عازمون مع من يشاطرنا الفهم والرأي بعون الله تعالى على عقد مؤتمر جامع لممثلي سكان المحافظات التي تعرضت للإرهاب لغرض تنسيق الجهود التي تسعى للتهيئة لمرحلة الإعمار والبناء وتأهيل المجتمع ‏الذي تعرض لشتى أصناف القهر من قبل الإرهاب ‏لأننا نعتقد أن استقرار هذه المحافظات سيكون سببا لازما ومنطقيا وجدليا لاستقرار العراق ، ‏وبقائها قلقة سينعكس بالسلب على كامل المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي للوطن ‏وانطلاقا من كل هذه المفاهيم فإن الواجب الوطني والشرعي والتاريخي ينتدب النخبة السياسية من كل الاطياف لتبني دعم هذا المشروع والترحيب بجمع كلمة اصحاب الحل والعقد في هذه المناطق وتوحيد رؤيتهم ‏من كافة الاطياف التوجهات والأفكار والاحزاب المنسجمة والمختلفة على حد سواء

‏وسنعمل بمعية من يشاركنا هذه الفكرة على أن يكون هذا المشروع في بغداد وتحت رعاية ودعم الدولة ‏وفي وضح النهار بعيدا عن الكواليس والغرف المظلمة خلف الحدود فليس لدينا ما نخشى من قوله أو نحاول كتمانه أمام إخواننا أو شركائنا في الوطن ‏كما أنه ليس لدينا الرغبة في أن أعيش بعيدا عن بغداد أو نمارس عملنا السياسي خارج سيادتها وموقعها ‏وما تحمله من رمزية وطنية ، ‏رافضين منطق الانفصال الذي يدعو له البعض ويعمل على تعبئة الجماهير لاستغلال صوتها وتوظيفه لمصالحه الشخصية ، فليس لدينا بعد بغداد وطن ، وليس لدينا خيار إلا العيش بحب وود مع ابناء قومنا … وشركائنا في الدم والشعور .

ختاما

‏أكرر شكري وتقديري ‏وامتناني الكبير لدولة الدكتور الجعفري على هذه الدعوة الكريمة وهذه الحفاوة الأصيلة التي هي ليست بغريبة عنه ، ‏سائلا الله عز وجل أن يجعل جمعنا هذا جمع خير وبركة لوطننا وأمتنا ، ‏كما واسأله سبحانه وتعالى أن يتقبل صيامنا وصيامكم وقيامنا وقيامكم وأن يحفظ العراق واهله وأن يتغمد شهداءنا بواسع فضله ورحمته وأن يعافي جرحانا وأن يبسط الأمن والسلام والاستقرار على كامل ارض وطننا الحبيب من زاخو الى الفاو .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

***
المكتب الاعلامي
لرئيس مجلس النواب العراقي
17/6/2017


WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com