رئيس مجلس النواب يحضر المؤتمر الذي عقد بمناسبة مرور نصف قرن على رحيل المفكر والاديب محمد رضا الشبيبي

حضر رئيس مجلس النواب الدكتور سليم الجبوري ،اليوم الاربعاء، المؤتمر الذي اقامه المجلس بمناسبة مرور نصف قرن على رحيل العلامة والسياسي والاديب محمد رضا الشبيبي.

والقى سيادته كلمة بالمناسبة اكد فيها على دور الشبيبي كمفكر وسياسي واديب وما تركه من اثر واضح عبر موقعه الريادي والمناصب التي شغلها والارث الادبي الكبير الذي تركه، وتمكنه من ترجمة القاعدة الذهبية النهضوية.

كما ثمن رئيس مجلس النواب جهود اصحاب هذه المبادرة، مشيرا الى ضرورة ان نسلط الضوء على اعلام الامة ومفكريها وعلمائها وقادتها لان ذلك دليل ‏واضح على عميق اعتزازنا بأعلامنا ‏وتمسكنا بتراثنا وتاريخنا.

 

 

وفيما يلي نص الكلمة

‏بسم الله الرحمن الرحيم

يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات

صدق الله العظيم

الحاضرون الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بادئ ذي بدئ لابد من الشكر الجزيل والعرفان لإصحاب المبادرة في هذا الاحتفاء النبيل بأحد أهم اعلام الادب والسياسة الشيخ محمد رضا الشبيبي رحمه ، نعم … ‏كل التقدير ‏للمجمع العلمي العراقي ومؤسسة بحر العلوم ‏على تنظيم هذا اللقاء تنظيم وإعداد هذا المؤتمر المبهج والشكر موصول للحضور الحافل من داخل العراق وخارجه من نخب السياسة والثقافة والأدب والشعر والأعيان الاكارم ، إذ يمثل هذا الحضور من خلال تنوعه وسعته رسالة وفاء صريحة لعلماء الأمة ومفكريها وشعرائها ومثقفيها ، أولئك الذين حملوا راية القضية وواجهوا شتى انواع العنت والأذى في تصدر المشهد ومواجهة التحديات ، وبذلوا حياتهم لخدمة اوطانهم وقدموا تراثا حافلا بالعطاء والابداع والتأثير ، حتى تَرَكُوا بصمتهم الواضحة على الأجيال وأسسوا لوعي وطني راشد يتخذ من الهوية درعا ومن الانتماء والفكر  ومن زادا .

ورغم تقلد الشبيبي عديد المناصب والمواقع في الدولة العراقية ‪ كوزير للمعارف عدة مرات ورئيس لمجلس الأعيان ورئيس لمجلس النواب ورئيس للمجمع العلمي العراقي الا انه بقي الشاعر والأديب والمفكر متمسكا بعلمه وموقعه الريادي في حركة الثقافة ولقد استطاع ان يترجم القاعدة الذهبية النهضوية

 

‪نعم لتثقيف السياسة ولا لتسييس الثقافة

السيدات والسادة

‏تنتظرنا مهمة كبيرة في المرحلة القادمة وخصوصا بعد أن استطاع العراق أن ينتصر على الإرهاب وأن يبدأ مرحلة جديدة من البناء والإعمار وتعزيز المصالحة الوطنية والمجتمعية ‏وتتلخص هذه المهمة ‏بضرورة بناء الثقافة والاعتناء بالعلم والمعرفة والفكر لمواجهة الظلام الذي حاول الإرهابيون بثه ، فقد استطاعت الأمم ان تتغلب على الظروف العصيبة وعلى آثار الحروب والدمار من خلال نشر المعرفة ، ‏وتوسيع مدارك الجيل ‏وتقديم الثقافة كبديل فاعل عن التطرف والغلو والتشدد في جميع اتجاهات ونواحيه ، ‏فالإرهاب ينمو في أجواء الفقر والجهل ويترعرع في ظروف الظلم ويتراجع حين تنير شموس العلم وتنتشر العدالة الاجتماعية ويعم الرفاه وينشغل الشباب بما هو نافع لوطنهم دينهم وما يعزز انتماءهم لهذا الوطن من خلال العناية بهم وتبصيرهم الطريق الصحيح .

 

‏ ‏أصحاب المعالي والسعادة والسماحة

‏الحاضرون الكرام

‏حين تحتفي الأمة بعلمائها ومفكريها وقادتها فإن هذا دليل ‏واضح على عميق اعتزازها بأعلامها ‏وتمسكها بتراثها وتاريخها العتيد ، وهي دعوة للشباب للتمسك بإصالتهم التي حاول الشبيبي رحمه الله إيقادها فيهم حين قال

يا شباب اليوم أشياخ الغدِ

يا شباباً درسوا فاجتهدوا

لينالوا غاية المجتهدِ

وعدَ اللهُ بكم أوطانكم

ولقد آن نجاز الموعدِ

نعم لقد ان الاوان ان ‏يا هذا الشباب من جديد لأخذ موقعهم الحقيقي في صدارة المشهد في جميع تشكلاته وفي مقدمتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية ، ‏ونمنحهم  نحن القدرة على هذه الصدارة ونفسح لهم المجال لإخذ دورهم الفاعل والحقيقي في النهضة  القادمة ‏لا يستعدوا لاستلام الراية من الجيل الذي سبقهم بإرادة قوية وايمان راسخ .

 

السيدات والسادة

تعتبر الهوية من أهم السمات المميزة للأمة ، فهي التي تجسد الطموحات المستقبلية في المجتمع، وتبرز معالم التطور في سلوك الأفراد وإنجازاتهم في المجالات المختلفة، بل تنطوي على المبادئ والقيم التي تدفع الإنسان إلى تحقيق غايات معينة، وعلى ضوء ذلك فالهوية الثقافية لمجتمع ما لابد وأن تستند إلى أصول تستمد منها قوتها، وإلى معايير قيمية ومبادئ أخلاقية وضوابط اجتماعية وغايات سامية تجعلها مركزا للاستقطاب العالمي والإنساني، كما شغلت قضية الهوية الثقافية بال المفكرين والعلماء والمثقفين والقادة في دول العالم ، فلكل مجتمع هويته التي تميزه عن سائر المجتمعات، وكل فرد يكتسب هويته من المجتمع الذي ينتمي إليه، وهو ما ينبغي ان نعمل ‏على ترسيخه من خلال التشريعات والإجراءات الحكومية وكذلك المشاركة الفاعلة في دعم الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة في قضية الثقافة والفكر ، فما تعجز عنه السياسة احيانا تدركه الكلمة ويستطيعه الإبداع .

‏أكرر شكري وتقديري لهذا الجمع المبارك على هذا اللقاء الفاعل  والذين أتمنى أن يستمر بالاحتفاء برموز العراق والأمة من خلال إعادة التعريف بمناهجهم الفكرية والثقافية لتغذية الجيل الجديد بها

‏والشكر من جديد للقائمين على هذا المؤتمر

‏حفظ الله العراق

ورحم الله شهداءه واخص هنا بالذكر اهلنا في طوزخورماتوا

‏والشفاء والعافية للجرحى

‏والمجد والعز للوطن

‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

***

المكتب الاعلامي

لرئيس مجلس النواب العراقي

22/11/2017


WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com